ورد في موقع جريدة هآرتس الإسرائيلية، وعلى لسان جدعون ليفي بتاريخ 20 مارس 2014، وبعد أن ألحقت روسيا القرم بها، النص التالي: يبدو أن ضم القرم لروسيا مشكلة، ولكنها اخف وطأة من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية!
هذه القدرة على قول أي شيء، من دون خوف، وهذه المساحة من حرية النشر والمعرفة، هي التي تفصلنا حضاريا عن إسرائيل.
***
تضرب الجذور التاريخية لغالبية الدول العربية عميقا، وبشكل مثير. كما تمتلك غالبيتها بترولا ومعادن ثمينة ومواقع سياحية مهمة وشواطئ جميلة وآثارا وكل ما يغري بالسياحة والاستثمار والتقدم والازدهار، ولكن جميعها فشلت في تحقيق شيء ملموس على أرض الواقع، لا في الصناعة ولا في التجارة ولا حتى في مجال الحلويات، باستثناء شركة واحدة! كما لا توجد، مثلا، شركات عربية مدرجة في بورصة نيويورك، فكل ما كسبه العرب من تريليونات سهلة وشبه مجانية من بيع البترول لم تساهم في خلق ورشة عمل واحدة، أو مختبر عالمي أو شيء ملموس، غير «الأرب أيديل» مثلا! في الوقت الذي توجد فيه شركات إسرائيلية عدة مدرجة في البورصات العالمية، وهو أمر فشلت في تحقيقه 22 دولة يزيد عدد سكانها على 300 مليون بكثير، ومجموع سنوات «حضاراتهم» يتجاوز 20 ألف سنة.
قامت شركة «إنتل» الأميركية العملاقة للكمبيوتر، كما تردد اعلاميا، بشراء كامل تقنيات شركة «جنجر سوفتوير» الإسرائيلية مؤخرا بمبلغ كبير، علما بان الشركة الإسرائيلية ليس لديها مال ولا جمال ولا عمارات ولا أصول، بل مجرد حسب ونسب في تقنيات ونظم الاتصال الهاتفي.
إن التقدم والازدهار لا يمكن أن يحدثا هكذا، فمناخ الحرية هو الذي يشجع عليها، ولكن طالما أن غالبية الحكومات العربية معنية أولا وأخيرا بالمحافظة على «استقرارها» وبقائها في الحكم، وليس من بين اولويتها، إن وجدت اصلا، تطوير أوطانها، فإن فجر الحضارة والتقدم في بلادنا لن يأتي أبدا!
ملاحظة: حكم على رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (ايهود أولمرت) بالسجن وتم تنفيذ الحكم به، فكم رئيس وزراء في دولنا العربية سيسجن لو طبقت عليهم المعايير الأخلاقية نفسها؟
أحمد الصراف