ليس اليوم، بكل ما فيه من معان ودلالات، يوماً عادياً البتة، إنه يوم من أيام هذا الوطن العزيز بترابه الغالي، وبنخيله الباسقات، وبكل ما فيه من تجليات الماضي والحاضر والمستقبل، بكل ملفاته وعذاباته. .. وبكل همومه وشجونه. ولأنه يوم بكل هذه العزة والفخار والشموخ، فلا مكان فيه ولا في غيره من أيام البحرين الغالية، للبضاعة الكاسدة التي تخصص البعض في التسويق لها وترويجها في دكاكينهم المشبوهة ومتاجرهم الرخيصة، حين يصر أولئك التجار على ترويج بضاعة (التشكيك في الولاء والإنتماء) ويمارسون الطقوس السوقية (متعددة الوسائط) ويعملون جاهدين مستغلين كل منبر ومحفل ومعقل للصياح بصوت عال لإسماع الحكومة ومسئوليها ولإيناس مريديهم بتوجيه تهم التشكيك في ولاء مواطنين في هذا البلد الكريم، والإصرار على توجيه هذه التهمة في صور ذات ألوان متعددة ومقاسات مختلفة تناسب «المرحلة»، من أجل أن يقولوا: إنهم أصحاب الولاء والإنتماء الحقيقي للبحرين ولحكومتها ولشعبها ولترابها… أما دونهم من الناس والأجناس والمذاهب والمشارب.. فلا، تلك بضاعة كاسدة حقاً… فالوطن ليس قصيدة تلقى على مسامع الجماهير، وليس أهزوجة في كرنفال بهيج، وليس أرضاً بلا سماء. ليس الوطن مسرحاً للتناحر وإثبات الولاء بهدم الولاء، وإعلان الإنتماء بطمس الإنتماء. الوطن نبض لا يتوقف، ينطلق من قلوب كل البحرينيين ويسري في عروقهم، فتمتد أياديهم بالعطاء والبناء والخير… لا بالهدم والتفتيت والشر،