دعيت ماريا اغاغيان، المعروفة بمريم نور، الكاتبة والإعلامية اللبنانية الأميركية، الخبيرة في علم الماكروبايوتك، أو علم البدائل الطبيعية، سواء فيما نتناوله أو نستخدمه في حياتنا من أطعمة ومواد، دعيت الى زيارة الكويت، على هامش معرض الكتاب، لكن زيارتها انقلبت لمشكلة لها ولمن استضافها، حيث تحولت المناسبة لحفلة شتائم وسباب بسبب سوء الاستقبال الذي لقيته، من وجهة نظرها! كما أن شتائمها طالت بعض الحكام العرب، حسبما ورد في صحف محلية، معتبرة إياهم «نتاج مؤامرة صهيونية»، وأنها لو كانت هيفاء وهبي، لكان في استقبالها الكثير من الشخصيات الكبيرة.
تصرفها دفع منظمي المعرض لمنعها من الاستمرار في الكلام، وترحيلها دون أن تستكمل برنامجها، الذي كان مقررا ان يستمر اسبوعا. ويبدو أن أكثر ما أثار استياءها الحجم المتواضع لعدد مستقبليها، الذين كانوا من معارفها والمعجبين بها، وليس من المجلس الوطني للثقافة، الجهة القيمة على المعرض. ويقال انها بدأت بالشتم والسباب بكلام بذيء في المطار، إلا أن موظفي الجوازات لم يتعرضوا لها. وقيل انها امتعضت لعدم فتح صالة التشريفات لها، قائلة انها لو كانت هيفاء وهبي لأقيم استقبال رسمي لها، بحضور شخصيات مرموقة، وغير ذلك من كلام بذيء.
سنفترض هنا أن كل ما ورد على لسان «الحجية مريم» صحيح، وأنها، كغيرها ممن يعتقدون انهم أو أنهن أفضل من غيرهم علما وأدبا وخلقا، لا يلقون ما يستحقون من احترام وتبجيل لدى الكثيرين، مقارنة بما تلقاه أي فنانة أو مطرب او راقص بالية، ولكن هذا الأمر ليس مقتصرا على الكويت او على الدول المتخلفة، بل نجد ما يماثله في أهم الدول. فمن الطبيعي جدا قيام البيت الأبيض مثلا باستضافة كبار الفنانين في حفلات استقبال يحضرها رؤساء دول، لما لهؤلاء الفنانين، سواء كانوا بدرجة هيفاء او عفراء، من محبة في قلوب المعجبين بهم. فدور الفنان، لو تعلم مريم نور، عظيم. وانا شخصيا أفضل الجلوس مثلا مع عبدالحسين عبدالرضا، قبل ان أفكر بالجلوس مع مفكر كبير، والسبب أن للأول حضورا وبهجة لا يمكن أن أحصل عليها بغير لقائه، أما المفكر فكتبه ودراساته ملك يدي!
الخلاصة أن النفس البشرية أكثر ميلا للسعادة والمرح منها للجاد والمغم من الأمور، والترحيب بفنان أو فنانة أكثر من الترحيب بمفكر او كاتب ليس فيه ما يعيب، وشخصيا لن أشعر بالإهانة إن دخلت وحليمة بولند مجلسا، وكان حجم الترحيب بها أكبر، فهذه هي الحياة وهذه طبائع البشر!