قرأت البيان الذي أصدره الشيخ أحمد الفهد الصباح فجر اليوم الأحد. البيان يتضمن معلومات خطيرة، لا أدري إن كانت صحيحة أم لا.
وبمناسبة البيان أود أن أوجه رسالة إلى الشيخ أحمد الفهد…
لقد حاولت منذ حصولك على “أشرطة جنيف” إدارة الموضوع بطريقة كنت تظن أنها تحقق لك شخصيا مكاسب سياسية عبر الإطاحة بخصومك في إطار أسرتك، فيما كنا نحن ننتظر منك أن تدير الموضوع بطريقة تصون المصلحة العامة فقط. فشلت في تحقيق ما تريد من خلال المسار الأسري، فسلكت مسار النيابة العامة وكنت تبحث عن محطة مفاوضة خلال ذلك المسار، وفشلت أيضا.
والآن يا شيخ أحمد، وبعد أن انغلقت في وجهك المسارات السابقة، عدت إلى الاتجاه الصحيح في المعالجة وهو المسار الشعبي العلني. وهنا أود تنبيهك إلى أن المسار الشعبي الذي لجأت إليه أخيرا ليس طريقا للمساومة ولا للمفاوضة ولا لعقد الصفقات… عليك أن تستمر في إشراك الشعب بما لديك… بل، وبتعبير أدق، عليك أن تسلم الشعب ما لديك، فالقضية لم تعد “قضية أحمد”!
إنني أخشى أن يكون بيانك الأخير مجرد “ورقة” تطرحها أمام الرأي العام كي “تعيد لك الاعتبار” شخصيا لدى الشيوخ الكبار، أو كي تعيد انتزاع اعترافهم بك ومن ثم إعادتك إلى الواجهة السياسية. إن اختيارك المسار الشعبي الآن يفرض عليك الاستمرار فيه حتى تتحرر الكويت من آفة الفساد، وإلا فلا فرق بينك وبين خصومك!
إن استمرارك في المسار الشعبي الذي اخترته الآن سوف يمنحك قوة لا تتوقعها… قوة ستعيدك حتما إلى الواجهة السياسية، لكن في المسار الشعبي “يا بوفهد”، لا توجد صفقات ولا حلول وسط!
أما على مستوى الحراك السياسي الشعبي، فإن ما طرحه أحمد الفهد يوجب على القوى السياسية وكل من تعنيه مصلحة الكويت أن يتحرك حسب استطاعته.
إن موقف “المتفرج” لم يعد مناسبا الآن. ولا أهمية للرأي الشخصي في أحمد الفهد سلبا أو إيجابا، لكن المهم هو أن ينتزع الشعب القضية من يد أحمد الفهد، وأن تستخدمها قواه السياسية كمدخل لفرض الإصلاح السياسي والدستوري الشامل. فالقضية لم تعد قضية أحمد بل قضية شعب.
فإذا كان أحمد الفهد يسعى لرد اعتباره الشخصي، فإن المجتمع الكويتي أولى منه برد الاعتبار الجماعي للشعب ولمؤسسات الدولة.
وللحديث بقية بإذن الله تعالى،،،