• لو اتخذت دول الخليج النفطية قرارها بخفض الإنتاج، لكان أدى إلى فقدان حصصها من الأسواق التقليدية، مما يعني تضييق الخناق على جميع دول «أوبك»، وتحديداً الدول الأفريقية المنتجة.
سؤال يجب الرد عليه؛ لتكون لدينا قناعة بأن قرار «أوبك» الأخير كان مناسباً ومطلوباً، خصوصاً مع إصرار دول مجلس التعاون الخليجي الإبقاء على سقف الإنتاج، والبالغ 30 مليوناً، مما أدى هذا القرار الى انخفاض حاد في الأسعار بأكثر من 50 في المئة، وتراجع بالإيرادات المالية بالنسبة نفسها.
وهل كانت ستستفيد مثلاً الدول من الخفض؟ وماذا كانت ستكون المحصلة النهائية من خفض الإنتاج ما بين 2 و2.5 مليون برميل موزعة ما بين السعودية والكويت والإمارات؟
من المؤكد ان اسعار النفط ستكون عند 90 دولاراً، يعني 21 في المئة انخفاضاً من 115دولاراً، اي كانت ستحقق مثلاً المملكة العربية السعودية ايراداً بمعدل 720 مليون دولار بدلاً من 40 مليون دولار حالياً. وستحقق الدول النفطية فوائض مالية، لكن مقابل هذه التضحية وضياع مليوني برميل من المال والاستثمار كان سيؤدي الى فقدان حصص والأسواق التقليدية لهذه الدول والى الأبد، مع تزايد انتاج النفوط الأعلى كلفة من البرازيل وروسيا والنفط الصخري من أميركا والرملي من كندا.
مما يعني تضييق الخناق على جميع دول «أوبك»، وتحديدا الدول الأفريقية المنتجة للنفط الخفيف، وفقدان اسواقها التقليدية، وتشكيل ضغط على بقية دول المنظمة، والتنافس في ما بينها في تقديم خصومات للحصول على أسواق ومنافذ جديدة، والمنافسة في الأسواق الآسيوية نفسها من اعضاء أوبك أنفسها من الدول الأفريقية وفنزويلا.
بالإضافة الى التوسع في مجال النفوط الأعلى كلفة وتشجيع وزيادة الاستثمار والتقدم في التقنيات وتخفيض الفرق ما بين النفط التقليدي والأعلى كلفة. مما كان سيتسبب في تراجع اسعار النفط نتيجة للزيادة في انتاج النفط وتآكل حصة «أوبك» في الاسواق النفطية. والدعوة مرة أخرى للاجتماع والضغط على الدول الخليجية بخفض الانتاج، خصوصاً على المملكة العربية السعودية، والعودة الى المربع الأول «زي ما كان»، خصوصاً أن النمو على الطلب العالمي على النفط ما زال ضعيفاً، وكذلك الأداء الاقتصادي العالمي. والكل كان سينتج عند أعلى معدلاته مع بقاء أسعار النفط عند 90 دولاراً. وكانت ستفقد مرة اخرى الدول النفطية الخليجية اسواقها وايراداتها المالية.
وقت التضحيات قد ولى، وإن اردنا ان نخفض الانتاج لاستعادة اسعار النفط مكانتها فعلى الجميع المشاركة وبالتساوي.