لدي طريقتي الخاصة في الإقناع، واحدة بواحدة… ذهبت مع أحد المعارف للتوسط له عند زوجته وشقيقها والسعي لإقناعهما بضرورة عودة الزوجة إلى بيتها، وأن تلعن الشيطان وتتنازل عن شرطها الصعب أو على الأقل تؤجله إلى حين… وهناك، في منزل أهل الزوجة، تحدثت عن أهمية الصلح وأسهبت، وضربت أمثلة من التاريخ وذكّرتهم بأغنية نادية مصطفى «الصلح خير»، ولم أخرج إلا بعد أن أقنعت الزوجة بأن تطلب الطلاق وترفع دعوى قضائية على الزوج في صباح الغد. خير البر عاجله.
وكثيرا ما تفاخرت بتأثيري على قرارات الحكومة، إذ كلما انتقدت أداء أحد كبار مسؤولي الدولة تمت ترقيته في اليوم التالي، والعكس صحيح، من أمتدحه تحجز له الحكومة منزلا خلف الشمس بحديقة تطل على ثلاثة كواكب.
لا أحد يشاركني هذه الموهبة سوى الصديق اللدود نبيل الفضل، الذي يدعوني للغداء فنبدأ بالعراك منذ أن نركب السيارة في طريقنا للمطعم إلى أن يعود كلّ منا إلى مبنى جريدته… وللأمانة، ومن باب الاعتراف بالمنكر، هو يفوقني لباقة وأدبا في الحوار مع الآخرين، إذ يبدأ حديثه مع أحدهم بـ«يا أخي الفاضل» وينهيه خلال دقيقة واحدة بـ«يا حقير». موهوب «بو براك» لله دره. بينما أبدأ أنا حديثي مع أحدهم بـ«يا أخي الفاضل» وأنهيه بـ«طراق» من النوع النادر، قبل أن أردف الطراق برفسة. التحاق بعائل… هناك اختلاف في أسلوب العمل بيني وبين نبيل.
نحن نؤمن بالتخصص، ولكلّ منا اختصاصه، أنا مختص بمسؤولي الحكومة، أنتقد هذا فيزاحم النجوم علوّا، وأمتدح ذاك فيزاحم النفط في طبقات الأرض السفلى، بينما نبيل الفضل مختص بالنواب، ينتقد نواب كتلة العمل الشعبي فيحطمون الأرقام الأولمبية في نتائج التصويت للانتخابات، ويمتدح الآخرين فيتساقطون مع الأمتعة على طريق السفر… ولو استشارني الزميل أبو براك لنصحته بمشاركتي في تأسيس «شركة الوشيحي والفضل للخفض والرفع والبادي أظلم ذ. م. م».
زبائننا الكرام… معنا، نبيل وأنا، كل مشاكلكم لها حلول، مقالة واحدة من أحد الشريكين كفيلة، بإذن الله، بتغيير حياتكم، مع كفالة من المصنع لست سنوات قابلة للزيادة بموافقة الطرفين! تعاني من الصلع؟ الحل موجود: فقرة فاخرة من مقالة لأخينا نبيل الفضل وستجد نفسك في محكمة الجنايات، بالتوفيق… شعارنا «طلّقها واخذ أختها، قال الله يلعن الثنتين».
هذه الأيام، أضع يدي على قلبي وأنا أقرأ للزميل الفضل مقالات تتقاطر ثناء على أداء كل من سمو رئيس الحكومة ووزيرة التربية، وإن لم يتدخل العقلاء لمنع نشر مقالات الزميل، فسنقرأ قريبا في المجلات الإعلانية: «مطلوب وظيفة لرئيس حكومة ووزيرة تربية سابقين، نصف دوام»… أوقفوا نشر مقالاته قبل أن ينهي مستقبلهما.