لا أهدف من وراء هذا المقال الشماتة في الزميل مبارك الدويله، فعلى الرغم من كل ما بيننا من اختلاف، فإن أخلاقي لا تسمح لي بالتهجم عليه، وهو في أضعف حالاته، ولكني أكتب لطرح بضعة تساؤلات، ربما يتبرع من هو أكثر جدارة للرد عليها.
أحال النائب العام في دولة الإمارات المواطن الكويتي مبارك فهد الدويله الى المحكمة الاتحادية العليا، في قضية تتعلق بما أسند إليه من اتهامات، بعد أن أسفرت التحقيقات عن قيامه باستغلال الدين في الترويج بالقول لأفكار من شأنها إثارة الفتنة في الدولة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي، سواء بما ادعاه وتعمد إذاعته من أخبار واشاعات كاذبة، أو ما بثه من دعاية مثيرة، وذلك في حديث له على قناة المجلس الكويتية. كما أنه تعمد إذاعة أخبار مغرضة بأن ادعى أن دولة الأمارات تعادي مذهب الإسلام السني.
واتهمه النائب العام بأنه أخل علانية بمقام أعضاء السلطة القضائية في الدولة، عندما ادعى كذبا في حديثه المتلفز بأن المحكوم عليهم في القضية رقم 79 ــ 2012، جنايات أمن الدولة (من شبكة إخوان مسلمي الإمارات)، لفقت لهم الاتهامات. وان قوله هذا ينال من حيدة الدولة تجاه أفراد المجتمع وتجاه سلطاتها، مما يفت في وحدة النسيج الوطني ويضر باستقرارها وبسلمها الاجتماعي، ويثير الفتنة بين الناس ويكدر الأمن العام ويضر بالمصلحة العامة، ويعد ذريعة للمتطرفين لتعريضه سلامة موظفي الدولة ومواطنيها في الداخل والخارج والجهات التي تمثلها لخطر الاعتداء، فضلا عن قيامه بالنيل من حيدة ونزاهة أعضاء السلطة القضائية.
في جانب آخر، قامت السلطات القضائية في الكويت برفع قضية على الزميل الدويله بتهمة مس ولي عهد الامارات، وذلك من خلال المقابلة التلفزيونية نفسها.
وهنا لا نود التعليق على هذه التهم الموجهة اليه، ولا في التبرع بإعطائها أي وصف، لأن القضية منظورة أمام القضاء، ولكن سؤالنا يتعلق بالسبب وراء كل هذه الاستماتة من الزميل، سواء في مقالاته أو أحاديثه، في الدفاع عن الإخوان المسلمين، أينما كانوا، طالما أن إخوان الكويت، الذين ينتمي اليهم سبق، حسب ادعاءاته، أن قطعوا صلتهم بالتنظيم العالمي؟ وإذا كان الإخوان، أثناء احتلال الكويت، بذلك السوء، بحيث تطلب الأمر إنكار أي علاقة بهم، لدرجة تغير حتى مسمى حزبهم السياسي الديني في الكويت! فلم كل هذا الإصرار و«الاستقتال» والحماس في الدفاع عن جماعة وصولية خانت قضية الكويت في أحلك فترات تاريخها؟