كل الناس يستشعرون خطورة الوضع الحالي الذي يمر به البلد. والكل يعلم ان الفساد معشش في كل مكان، وليس هناك مؤسسة او ادارة، وان شئنا المبالغة، او حتى فرد لم يخضع له ويتأثر فيه. لكن ترديد ذلك ليس بذي جدوى. واعادة الهمس او حتى الجهر به لا تنتج شيئا، اللهم الا جعله أمرا مقبولا ومسلما به وهو ما حدث ويحدث.
لم تأت جماعة المعارضة بـ «الذيب من ذيله» عندما حذرت من الفساد. فرئيس مجلس الوزراء قبل سنوات، صاحب السمو امير البلاد الحالي، كان اول من اشار الى الفساد والى موطنه. فساد البلدية الذي لا تحمله البعارين حسب تشخيصه ووصفه السليم، لكن رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت مثل من سبقه، مثل غيرهم، لم يستطع ان يفعل شيئا، لأن الفساد عام وان المواطن وليس الادارة ولا المؤسسات هو اس البلاء.
اليد الواحدة ليس بامكانها عمل شيء، بل المطلوب والضروري تعاون الجميع. واتحاد الكل لمواجهة هذا الفساد المستشري، خصوصا، انه لو عمل احد بشكل منفرد، واخذ فرد على عاتقه وحده، او حتى مؤسسة، إصلاح الوضع، فان البقية ستعارض وستعاند بحكم انها لم تستشر او تُترك لها فرصة في صياغة القرار.
هكذا كانت الحال تماما مع الوضع الانتخابي، الذي تفصل لمصلحة جماعات وفئات دون غيرها من ابناء الوطن. ولما انطلقت ارادة اصلاحه الضرورية والسليمة، عارض ذلك البعض بكل صفاقة وعناد، ولا يزال معاندا، باعتبار ان الاصلاح تفرد وتجاهل لحقه وحقوقه. بينما يعلم كل هؤلاء ان إصلاح النظام الانتخابي مثل اصلاح البلدية من المستحيل ان يتم من الداخل او برغبة المعنيين.. فالكل مع الاسف يتنعم او بالاحرى يتمرغ في الفساد ولا احد يريد ان يدوس على الشوك كي يصل الى القمة.
على جماعة المعارضة الكف عن عزف اسطوانة الفساد، فقد حفظناها وفي الواقع «دبلت جبودنا». فاطرحوا حلولكم او اشيروا مباشرة الى مواطن الفساد يرحمكم الله.