الحيرة الكبرى، هي أن تسأل نفسك، ككاتب: “هل سبق لي أن كتبت عن الفكرة الفلانية ونشرتها، أم لا؟”، ثم لا تعرف الإجابة… وكنت أردد دائماً، ومازلت: “ذاكرتي كجامعة الدول العربية، لا يُعتمد عليها”.
أحياناً، تتراقص أمامي، بغنج، فكرة. يروقني دلالها، ويبهرني جمالها، وتسحرني تفاصيلها؛ رأسها وجسدها وأطرافها.
فأرجئها إلى حين، فإذا حان الحين، وأمسكت بالقلم، شردت مني، بقضها وقضيضها، ورأسها وجسدها وأطرافها.
أبحث عنها هنا وهناك، في ثنايا المخ وأطرافه، والنتيجة؛ لا وجود حتى لآثار أقدامها. تلاشت كضحكة يتيم. وكم وددت لو توقفت على ناصية شارع، لأسأل المارة وعابري السبيل: “هل رأيتم فكرتي؟”.
أصحاب القلوب الرحيمة، والخيرون من أبناء هذه الأمة العربية، نصحوني: “إذا خطرت في بالك فكرة، ولم يكن بقربك قلم، فبادر بتسجيلها بالصوت في موبايلك، حتى لا تنساها”.
وهذا ما قمت به، فسجلت بالصوت: “إبداع الشباب اختفى. الدولة تحارب الإبداع”، وذهبت الفكرة، وبقي العنوان، والعنوان وحده يكفي.
ولست ممن “يطرد المقفين”.