بعكس ما يتم الترويج له من أن دور «أوبك» انتهى، فالوقائع تؤكد أن الانتاج الأميركي من النفط الصخري لن يفيد العالم في شيء.
أو بمعنى آخر هل تنازلت المنظمة البترولية عن دورها بقيادة الأسعار والمحافظة على معدل سعري مناسب للنفط، وبقبول دولي في جميع الأوقات؟ وكانت المملكة العربية السعودية تقوم بهذا الدور بحيث كانت دائماً تحافظ على توازن في الامدادات النفطية في العالم، وكانت هي التي تضحي من اجل استقرار الأسعار وبقبول الجميع.
والآن بدأت أصوات تخرج الينا، وتحذرنا من انهيار «أوبك» سواء من «سيتي بنك» الأميركي، أو من محافظ البنك الفدرالي الأميركي الأسبق، بان الولايات المتحدة الأميركية بدأت باستعادة القيادة من المنظمة النفطية ومن خلال ثورة النفط الصخري التي وصلت الى أكثر من 3 ملايين برميل يوميا في خلال 3 سنوات، وأدت الى انهيار العملة الروسية (الروبل) الى أدنى مستوى ولمصلحة كل من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. لكنهم تناسوا في الوقت نفسه دور «اوبك» في تزويد وتأمين العالم بالنفط وفي استقرار الأسعار.
لكن الدور القيادي لـ «أوبك» لم ينته ولن ينتهي، لأن ما تنتجه الولايات المتحدة الأميركية الآن وحتى مستقبلا سيكون للاستعمال المحلي، ولن يفيد العالم بشيء. لكنه أثر في الوقت نفسه في سعر النفط وادى الى خفضه بأكثر من %60، لكن هذا ايضا راجع الى تعنت روسيا أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، وعدم مشاركتها المنظمة البترولية في خفض الانتاج. لكن من المؤكد، ومع ارتفاع الطلب العالمي على نفط المنظمة والمتوقع ان يفوق مستواه التاريخي والمسجل في عام 2007 والبالغ 32 مليون برميل، ومن المنتظر ان تصل حصة «اوبك» في السوق إلى %40 بحلول 2030. وان المنظمة ستستعيد مكانتها قبل هذه الفترة حسب تقرير بي . بي. الاحصائي لعام 2015، الذي نشر في الأسبوع الماضي.
ولنقل مرة اخرى ان دور «أوبك» ما زال قويا ومتماسكا، وهذا هو الدور الأهم للمنظمة البترولية، وان اجتماعها الأخير في نوفمبر الماضي كان تاريخيا لأنها سمحت للأسواق العالمية بالتعبير عن نفسها ومن دون تدخلات، وحتى مع الضرر الذي لحق بأغلبية دول المنظمة، لكن ومع ذلك لم يكن بالضرر نفسه الذي لحق بدول من خارج «أوبك». وقد يكون عليها الدور في الفترات المقبلة بمشاركة المنظمة النفطية بشكل عملي أفضل.