يوما بعد يوم، تثبت الاحداث ان منشأ الارهاب هو الدول الخليجية. وان تغذيته وتنميته ماديا وبشريا لا تزالان تعتمدان بشكل مباشر على تبرعات وعطايا ومواطني هذه الدول. وان كان المهاجرون العرب في اوروبا بدأوا ينافسون في الدعم البشري هذه الدول. وتأتي في مقدمة هذه الدول دولة الكويت، كما معروف ومذكور في أكثر من مناسبة.
مع هذا، لو سألت أي مسؤول حكومي هنا لأنكر كل هذا. ولتولى مدح، بل وإعلاء شأن، الجمعيات الخيرية الكويتية بوصفها تمارس العمل الدعوي السليم والبعيد عن التطرف والمتطرفين. حكومة الكويت لا تنكر تنامي الدعم المالي للارهاب لديها، بل هي تجتهد للدفاع عنه. وتتصدى بحزم غريب وعجيب لاي مؤشرات او اتهامات دولية لمواطنيها وجمعياتهم الخيرية بدعم الارهاب وتغذيته.
الاغرب من كل هذا.. ان الدول والانظمة والشعوب التي غذت ورعت الارهاب منذ ادعاءات تحرير افغانستان وحتى الان هي الدول التي تقف موقف المتفرج حاليا على الصراع العالمي مع الارهاب. وهي التي تتجنب اي مواجهة حقيقية معه سواء في الداخل او الخارج. مع هذا فانها لا تزال تغض النظر وتتساهل الى حد كبير مع الانشطة التي تستعر في مناطقها وعواصمها لدعم الارهاب وتغذيته. يعني بالعامية لا من خيرهم ولا من كفاية شرهم.
حسب ما يبدو لي، فإن الواضح أن بعض هذه الدول تجني الكثير من تواصل الارهاب ومن استمراره، بالطبع خارج مناطقها. فهذا الاستمرار «يلهي» مواطنيها عن الاوضاع الداخلية. ويشغل طاقتهم وجهدهم للتفرغ للقتال والتخريب في صفوف ومدن خلق الله. بينما تبقى الانظمة والدول التي رعتهم واطلقتهم يعيثون فسادا في بقية اراضي العالم، تبقى هذه الدول محصنة الى حد ما من الارهاب ومن الانشطة الاجرامية التي تقلق بقية العالم.
ربما هذا تحليل او رأي مبالغ فيه. لكن اعتقد ان الدول الخليجية التي رعت الإرهاب وافرزته. لديها بعض القناعة بان حربها مع مواليدها غير الشرعيين هو اكثر فعالية وراحة بال ان جرى على اراضي الغير ودفع ثمنه ناس آخرون.