احتفلت الكويت في الاسبوع الماضي بعيدي التحرير والاستقلال وكانت احتفالاتنا جميلة ومتنوعة وقد ابدعت شركات الاتصالات والبنوك في ابراز الشخصية الكويتية بطريقة فنية مبتكرة مع كبار الفنانين في الكويت والوطن العربي.
لقد راع انتباهي رسالة حملة «احب الكويت على الرغم من كل السلبيات» التي اكدت بالنسبة لهؤلاء الشباب ان الكويت رقم واحد بالعالم، وطرحت تساؤلات مثل هل جربت الهجرة..أو البحث عن مال كبعض الشعوب..وهل عاشرت الخوف والجوع أو الحرق حياً وجربت الضرائب..وهل عشت من دون أمان..هل توجد دولة تدرس في المدارس والجامعة مجاناً وهل يعطيك احد علاوة مجانية وهل تدفع ضرائب على الطرق كبقية الدول الاوروبية والامريكية؟ كل ما طرحته حملة «احب الكويت على الرغم من كل السلبيات» مقبول طرحه في فترة الاعياد الوطنية لان الجميع يريد الفرح والسرور والابتعاد عن الهم والغم..لكن اذا طارت السكرة جاء الفكرة.
كل شعوب العالم يعتقد شعبها بأن بلده أهم واجمل بلد في العالم على الرغم من كل سلبياته وهو شعور وطني طبيعي عادي ومقبول لان الانسان هنا يتحدث عن وطنية.
الامر غير الطبيعي هو ان نتفاخر بأننا لا ندفع الضرائب والرسوم واننا لا نعاني الجوع والمرض وليس بيننا خوف او مجاعة أو أمية وغيرها..واننا لا ندفع رسوم التعليم والصحة والخدمات وغيرها.
السؤال: هل هذا أمر طبيعي ايجابي أم دليل تخلف وجهل وأمية تدل على تخلفنا الحضاري عن ركب الانسانية؟ كل شعوب المعمورة فقيرة كانت أم غنية تسهم شعوبها في دفع الرسوم والضرائب..دفع الرسوم والضرائب في كل مجتمع انساني يعني المشاركة الحقيقية في مسيرة الوطن واثبات حقيقي على وطنية الشعوب وطبيعة معدنها.
دفع الرسوم والضرائب يعني حق المشاركة في تعزيز مصير بلدك كمواطن صالح والمقولة الانجليزية التي تقول: Taxatim Means Particpatim بمعني ان من يدفع الضرائب يشارك، ومفهوم الضرائب والرسوم هو الذي ادى الى تقدم وتطور الدول خصوصا الديموقراطية منها، فلا توجد في العالم اجمع شعوب لا يدفع مواطنوها ما عليهم من التزامات تجاه وطنهم الا دول الخليج العربية حيث تستحوذ حكومات هذه الدول على الثروة النفطية وتنفق هذه الاموال على شعوبها حسب رؤيتها ومنظورها الخاص، فالاولوية اعطيت لقضايا الامن والتسليح والمشاريع غير المنتجة وهذا امر ادخلنا في متاهات وازمات اقتصادية مزمنة لاننا لم نعود شعوبنا على تنويع مصادر الدخل والعمل في كل المجالات، لأن الحكومات تريد ترضية وكسب الشعوب في مقابل ترك كل شيء لادارة الحكومات في الخليج.
الكويت تختلف تجربتها عن دول الخليج، فقبل اكتشاف النفط كان تجار الكويت يعملون بجد ويدفعون الضرائب والرسوم للحكومة لان الاسرة الحاكمة لا تملك المال، لذلك أُبرم عقد بين الشعب وحكامه بان تترك الادارة للحكام ويترك امر التجارة لأصحابها وكان مجتمعنا مجتمعا منتجا ومبدعا لان الجميع يعمل، في عام 1921 أُسس المجلس التشريعي الاول وطالب تجار الكويت بالمشاركة السياسية واعيدت نفس الطلبات في عام 1938 مع الحركة الاصلاحية الاولى، نحن نختلف عن اشقائنا في الخليج، علينا اليوم بعد انخفاض اسعار النفط العمل بجد ونشاط لرفع اقتصادنا عن طريق العمل والعلم والحداثة لبناء اقتصاد جديد ويا شباب الكويت في الخارج الكويت ليست مجبوسا وكستنة وزحمة مرور نريدكم ان تتعلموا من الغرب لماذا يتقدمون ونحن نتخلف؟