ما تواجهه ليبيا، برلمانا وحكومة شرعيين وشعبا، من صفاقة السياسة الأميركية التي هيمن عليها المحفل الماسوني وعملاؤهم، بالفعل يمثل تحديا للمنطق السوي في مواجهة الإرهاب المتوحش، فأمريكا التي تدعي أنها تحارب «داعش» في العراق وسورية تريد حماية جميع القوى الإرهابية في ليبيا بما فيها «داعش» لتجعل منها خزانا لا ينضب من قوى الإرهاب المتوحش لمد الإرهابيين في مصر ابتداء، ومن ثم مد الإرهابيين في المشرق، وعلى وجه الخصوص في سورية والعراق، أي ان اميركا تريد ليبيا كقاعدة خلفية للإرهاب، فمساحتها الواسعة، ونفطها الكثير، وقربها من سيناء، وساحلها الطويل على البحر المتوسط، كل هذا يسهل على الإرهابيين الوصول بسهولة لسورية، وضرب امن مصر.. الا ان الخطر لن يكون محصورا على مصر وسورية والعراق، وانما المطلوب هو عموم بلاد الشام ومحيطها العربي.
فهذا هو مخطط المحفل الماسوني لتهيئة الظروف لخروج المسيح الدجال، وهذه الظروف «كما بينت سابقا» تتمثل في بث الفوضى والفتنة والقتل والدماء في بلاد الشام، وتحديدا في سورية، حيث سيظهر الدجال من على منارة احد مساجدها.. في مثل هذه الظروف، وفي العقد الثاني من بداية قرن ميلادي، وتكون حركة الدجال في الشرق الاوسط بين بلاده على وجه الخصوص بجيشه السبعين ألفا من اليهود ليفتن المسلمين في دينهم.
وبما ان ظهور الدجال من عدمه بيد العزيز القدير جل وعلا وليس بمزاج المحفل الماسوني الذي يريد إسالة دماء المسلمين بيد المسلمين ونشر الفوضى والقتل في ديارهم.. ولكنهم لن يخسروا سواء ظهر الدجال ام لا، فهذا مرادهم حتى في حال عدم ظهوره، ففي هذا التدمير تحقيق انتقامهم وحقدهم الدفين على المسلمين.. لذلك فإننا كعرب ومسلمين كنا امام مؤامرة بدأت بالربيع العربي الذي انفضح امره.. وها نحن الآن امام المخطط البديل المتمثل في دعم الإرهاب الأسود الذي ان كبر وتوطدت أركانه فإنه لن يبقي ولن يذر في منطقتنا، ولن يستثني محيطها، وخصوصا الدول الأوروبية، التي تطل على البحر المتوسط.. التي استشعر بعض قادتها الخطر كرئيس وزراء ايطاليا الذي دعا لإقامة تحالف دولي ترغب ايطاليا في قيادته لضرب معاقل الإرهابيين في ليبيا، ولكنه سرعان ما صمت وتراجع بسبب ضغوط المحفل الماسوني ذي النفوذ المطلق في أوروبا وأميركا.. بينما في منطقتنا العربية ورغم تواجد بعض النفوذ للمحفل الماسوني إلا انه ضعيف جدا، ولن يؤثر على قادة المنطقة.
لذلك فإنني ارجو من جميع قادتنا الكرام وخصوصا في السعودية ومصر الانتباه للخطر العظيم المحدق بالأمة، واعلان الحرب على الإرهابيين في سورية والعراق وليبيا، ناهيك عن خلاياهم المتحركة والنائمة في باقي الدول العربية.. وعدم التجاوب مع الضغوط الأميركية التي تهدف لحماية الإرهابيين بذرائعها المختلفة.. ففي سورية تتذرع بعدم قدرتها على التعاون مع الأسد.. وفي ليبيا بعدم قدرتها على التعاون مع احد طرفي الانشقاق الحادث بين الليبيين، مساوية بين من اختارهم الشعب الليبي عبر الديموقراطية وصناديقها.. وبين من تمرد عليها وعلى اختيار الشعب في انتخابات حره ونزيهة، وهم هنا حلفاؤها اخوان ليبيا الذين يعج بهم مكتب السيد اوباما لدرجة إثارة انتقادات عدد من اعضاء الكونغرس.
وامام هذه الواقع المرير، وما يحدق بنا من خطر عظيم، يجب اتخاذ القرار الصائب الذي اتخذته الأردن والإمارات ودعمه في ضرب الإرهابيين في العراق وسورية بعيدا عن القيادة الأميركية وتعظيمه وتكثيفه.. وكذلك دعم الطيران المصري ليدك معاقل الإرهابيين في ليبيا، ليس «داعش» فقط بل ليشمل اخوتها، وخصوصا ميلشيا الاخوان، ودعم الجيش الليبي بالسلاح والعتاد وكسر الحصار الذي تفرضه عليه اميركا بكل ما اوتيت من قوة بسبب ما وصفته بالانشقاق بين الشعب الليبي.
هذا هو الوضع الخطير الذي يتطلب الالتفات الى كل الحيل والألاعيب التي تمارسها اميركا اوباما لدعم وحماية الإرهاب الأسود الذي يريد المحفل الماسوني ان يفتك بالمنطقة العربية ومسلميها فهل من مدكر..؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح