كثير من الأشياء نسمع بها، ولكننا لم نرها ولا نعرف إن كانت حقيقية أو أنها مجرد حكايات وأساطير، فالجميع سمع بالمثل القائل «مثل بيض الصعو نسمع فيه ولا أحد شافه»، ولا نعلم إن كان المقصود هو طائر الصعو الصغير أو أنه شيء آخر ولا يوجد من يؤكد أنه شاهد ذلك البيض، لذلك لجأت محلات الحلويات إلى تسمية بعض أنواع الحلويات بذلك الاسم.
ومن تلك الأشياء والمسميات التي نستخدمها دائما ولم نجد لها مكانا مخصصا، مصطلح «مزبلة التاريخ» حتى وصل الامر بالبعض للذهاب إلى مناطق ردم النفايات للبحث عن تلك المزبلة وما يوجد بها من أسماء ذهبت إليها وتعيش فيها.
وأبشركم بأنني وجدت تلك المزبلة فهي موجودة في «برامج التواصل الاجتماعي»، فقد حول البعض منهم تلك المواقع لمزبلة لهم واتضح أن هناك كثيرا من الناس يعيشون فيها ويقتاتون عليها، فكل من عافه زمانه وليس له أي قيمة وجد ضالته فيها وشعر بأنها جعلت له شأنا في المجتمع، ولاتزال أبيات الشعر التي قيلت في المزابل حاضرة في الأذهان حين قال أحدهم:
صاحبي بالمحرقة يومي شليلة ** يلقط الخلقان وعينه للقواطي
وللأسف لا أستطيع أن أكمل البيت الذي يوضح ماذا يريد الشاعر من صاحبه مرتاد تلك المزبلة ولكن المرتادين الجدد لتلك المزبلة يعرف الجميع ماذا يريدون وعن ماذا تنازلوا وسيتنازلون.
فبعض رواد تلك المزبلة يعتقد أن شتم الآخرين وتزوير الحقائق وبث الإشاعات هي حرية رأي، ولو عامله الناس بنفس معاملته لهم للجأ للشكوى عليهم من باب أخذ الحقوق، فإن كنت تسمح بممارسة ما تعتقد أنه حرية ضد الناس يجب أن تقبل بممارستها عليك، علما بأن تلك المزبلة ستتسع للجميع وحتما أنك ستجد من يدفنك بها.
أدام الله من ابتعد عن تلك المزبلة، ولا دام من كان يرسل الناس لها في السابق واليوم يسابقهم إليها ويعيش عليها.