في السابق كنا ننتظر التشكيل الحكومي وكنا فرحين مطمئنين من القادم من الأيام لمستقبل هذا الوطن، ونعلم جيداً بأننا في أيدي أمينة تعرف تختار حكومتها، والكل يتلهف لقبول الوزارة، أما اليوم الكل يهرب ويعتذر ولا يقبلها بسبب القرارات الوزارية المعلبة الجاهزة ليلاً، وبسبب ضعف وضياع القرار السياسي والموالاة لتيارات الفساد التي نهبت الوطن.
إنعدم الحوار المباشر بين الحكومة والشعب كما السابق، وهذا بفضل النواب ونقل الصورة الخاطئة للحكومة عن أولويات ومتطلبات الشارع الكويتي، لفرض القرار النيابي على القرار الشعبوي، ومن ثم الهيمنة والإنفراد على القرارات القومية التي تهم الحياة اليومية للمواطن البسيط.
لو استنطقنا واقعنا المرير لشهدنا جفوة بعضنا بعضاً، وقسوة العلاقة وكثرة القيل والقال وإثارة مشاكل لا حصر لها، انعدمت الثقة وروح الألفة التي ينبغي أن تكون هي القانون الذي نحتكم إليه في معاملاتنا الشخصية.
«يأتي زمان، يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويقرب فيها الماحل وينطق الرويبضة» الإمام الباقر «عليه السلام» .
وفعلاً هذا ما يحدث الآن، يكذب الصادق ويقرب المحتال والمكًار والرويبضات من الناس يمسكون بزمام الأمور، والعاقل ينجو بنفسه من الفتن والقيل والقال ويترك الحبل على الغارب لما يرى من امتهان للكرامات والإستهانة بذوي العقل والفكر.
وثمة حقيقة مقرفة، للأسف، نعيشها بعمق وكثافة الآن وهي حالة النفاق المستشري بيننا، فرغم تباغض القلوب ونفرة النفوس تجد الأقنعة المزيفة التي تغطي حقيقة الوجوه الساخطة على بعضها البعض، وبكل جرأة ووقاحة تجدهم في الصفوف الأمامية في كل المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وبإبتسامة وقحة، والله المستعان.