مؤمن تماما بأن الناس أذواق في جميع الأشياء ولا يمكن أن يكون قياسنا على أمر ما بسبب ذوق شخص واحد، فالناس يختلفون في أذواقهم بالأطعمة وفي الملابس وحتى في الألوان، وحتما أن التجار والمصانع يضعون في بالهم دائما أهم شعار تجاري «لو تطابقت الآراء لبارت السلع» وهو يشمل جميع أنواع التجارة.
ومن الطبيعي أن النصائح يشملها ما يشمل تلك الأذواق، فهي مختلفة من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع، فما يصلح في مجتمعك قد لا يصلح للمجتمعات الأخرى، وأجزم بأنه ليس كل ناصح هو باحثا حقيقيا عن المصلحة العامة، ولكن قد يغلفها بالصالح العام وهو يقصد المصالح العامة التي يتمناها شخصيا، فالفرق كبير بين الصالح العام والمصالح العامة.
بيت الشعر الذي نستخدمه دائما بالتحذير.
«احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة ** فربما انقلب الصديق وكان أعلم بالمضرة»
هو نصيحة يستخدمها الناس بين بعضهم للتحذير من بعض الأشخاص، فهل تصلح تلك النصيحة لأن نقدمها لبلداننا الخليجية؟ فالواضح أن من كنا نعتقد أنهم أصدقاء لنا أصبحوا يعرفون أين يضربوننا، وكيف يضروننا، فنحن من جعلنا أنفسنا كتابا مفتوحا ولا نخفي عنهم شيئا أبدا، إما عن حسن نية أو بسبب غبائنا الذي استفحل بنا.
ولنا بقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه «لست بالخب ولا الخب يخدعني» درس يجب أن يعمم على بلداننا وإن كان منكم من يشكك بمقولة الفاروق ولا يريد الأخذ بها ففي القرآن الكريم وقصة «إخوان» سيدنا يوسف عليه السلام العبرة التي لا يمكن التشكيك فيها حين أتوا أباهم وهم يتباكون، فانتبهوا ممن ينصحونكم فبعضهم يحمل السم بنصيحته لكم.
أدام الله من اتعظ من تجارب الآخرين، ولا دام من خطط لأمر ليلا وتباكى عليه نهارا.