2017 قررت أن أكون سعيداً

أول شيء سأفعله في سنة 2017 الجديدة هو رمي تلك الحقيبة التي حملتها كل سنوات عمري الأخيرة على ظهري ووضعت فيها كل الأيام والليالي السوداء التي خبرتها في حياتي، وكل الذكريات المريرة التي أوجعت قلبي. ولم أترك منها حادثة واحدة حتى ألقيتها في تلك الحقيبة التي كاد وزنها يكسر ظهري.
ما فات قد ولّى وفات، وما احتواه الماضي فالماضي أولى به، وليس له مكان في مستقبلي، سأجد أقرب حاوية قمامة وأرمي بها تلك الحقيبة اللعينة.
تلك الحقيبة موجودة بكل الأشكال والأحجام فوق ظهور الكثير من الناس، الذين يسحبون منها كل فترة ملفا قديما ليبكوا ويتباكوا عليه.. لو فعلت.. لو قلت.. لو كنت.. ماذا لو.. لماذا حدث لي.. هذا أنا بالذات.. يمضون حياتهم يجمعون الحزن فوق الحزن والبؤس إلى جانب البؤس حتى أضحت هواية لديهم كهواية جمع الطوابع.. let it go كما يقول إخواننا الأميركان ومعناها دعها تمضي.. لماذا تخزنها وتسترجعها؟
سأفتح صفحة بيضاء جديدة وسأملأها بكل الذكريات والأوقات السعيدة. سأسامح وأصفح عن كل من خاصمتهم منذ أمد بعيد، وسأكون أنا المبادر بإنهاء هذا الخصام، الدنيا ما تسوى ولم يبق من العمر كما مضى.
سأعمل على تحسين علاقتي بخالقي، وسأواظب على أداء كل الصلوات الخمس في المسجد ومع الجماعة، ففي الصلاة علاج كل الهموم، وكما ذكرت في إحدى تغريداتي عبر حسابي على «تويتر» من كان مهموما فليصلِ، ومن كان مظلوما فليصلِ، ومن كان مريضا فليصلِ، ومن كان مديونا فليصلِ، فالصلاة علاج روحاني (شرط الخشوع) تقف فيها بين يدي خالقك وهو سبحانه أعلم بحالك، وهو القائل (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان…).
وكذلك سأقوم بالاهتمام أكثر بصحتي، وسأجري جميع الفحوصات الشاملة المناسبة لمن هو في سني، وسأبدأ بنظام غذائي صحي يطرد كل سموم الوجبات السريعة والدسمة التي كنت أفترسها في السابق.
وأيضا سأشترك في ناد صحي وأطلب من أحد المشرفين تصميم برنامج رياضي يحافظ على لياقتي ويمدني بالطاقة، لأنطلق في الحياة وأستمتع بها.
لن أحقد على أحد ولن أحسد أحدا ولن أذكر أحدهم بالسوء في غيابه.
وآخرا وليس أخيرا، سأحب وطني الكويت، وسأدين بالولاء والطاعة لولي أمرنا وقائدنا ووالدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أطال الله في عمره وحفظه.