تقول فرح خاجة في رسالة لها: استمتعت كثيراً بقراءة كتابك الذي استغرق مني خمسة ايام، كان من الممكن أن تكون الفترة أقل، لولا التزامات العمل والعائلة.
كنت دائما من محبي مقالاتك، ولكن للأسف لم أكن متابعة حريصة، والمؤسف أكثر انني لم أقل لك يوما كم كان يسعدني رؤية صورتك ومقالتك في القبس، ولكن الآن اختلف الوضع.
وددت أن اقول لك انني ممتنة لما تكتب، فقد غيرت مقالاتك من طريقة تفكيري وشخصيتي، واطلاعي، وأصبحت اكثر انفتاحا على مواضيع وأفكار جديدة وسعت مداركي وجعلتني اكثر رحمة ومحبة للغير.
أنا اليوم أفضل بسببك، فأسلوبك شيق، سهل، ممتع، فيه كم من المعلومات، مع ضحكة هنا وابتسامة هناك، ودائما بالصميم. فمواضيع مقالاتك سهلة الاستيعاب، تعلمت منها الكثير بهدوء لما تتمتع به من سلاسة.
شكرا لأنك أصررت على الاستمرار في الكتابة اليومية، وشكراً لكتابك الأكثر من رائع.
* * *
كان هذا أحد التعليقات التي وردت على كتابي الأخير «كلام الناس»، الذي كلفني الكثير، جهدا ووقتا ومالا، وبعد ما يقارب الشهر لم تتجاوز مبيعاته الخمسمئة نسخة بكثير!
هل صدمت من كل هذه اللامبالاة؟ نعم، إلى حد ما. فأنا أعرف أننا شعب مجامل، ويظهر ما لا يبطن، ولكن النتيجة كانت صادمة. فمنذ تاريخ صدور الكتاب لم تتوقف، كالعادة، اتصالات وتعليقات القراء وإطراءاتهم ومداخلاتهم في ما أكتب من مقالات، وكنت في كل مرة اسأل المعلق أو المتصل إن كان قد اشترى كتابي، وكانت الإجابة غالبا «لا»!
* * *
ورد في كتاب شهير كتبه الصحافي الهندي الشهير R K Karanjia روستم كارانجيا (1912 – 2008) عام 1957 بعنوان «خنجر اسرائيل The Dagger of Israel»، أن وزير الحرب الاسرائيلي، موشيه دايان أخبره أن إسرائيل ستقوم يوما بتدمير الطائرات العربية في مواطنها بضربة واحدة ثم تصبح السماء ملكاً لها، وبذلك تحسم حربها مع العرب! وهذا ما تحقق تاليا في حرب 1967.
وعندما سأل كارانجيا وزير الدفاع عن سبب افصاحه بتلك المعلومات الحربية، أو بتلك الخطة المستقبلية، قال انه يقولها، لأنه مطمئن، لأن العرب لا يقرؤون!
وأنا لا أقارن هنا حتما بين ما قاله دايان، أو كتبه كارانجيا، وبين مصير كتابي المتواضع، ولكن اود أن اشير إلى كل هذا الفيض من الاعجاب والتقدير الذي ألقاه وألمسه وأسمعه من عدد كبير من القراء، ولكن ما أن يأتي الأمر لذكر الكتاب وقراءته، حتى يختلف الأمر وتصبح مسألة شراء الكتاب، دع عنك قراءته، عبئا، أو مغامرة لا يود الكثيرون الدخول فيها.
قد لا تكون هذه النتيجة مفاجأة إن علمنا بأن معدل القراءة في العالم العربي، حسب تقرير اليونيسكو، لا يزيد على ربع صفحة للفرد سنويا، مقارنة بـ11 كتابا سنويا للأميركي. كما ينشر العرب سنويا 1650 كتابا، مقارنة بـ85 ألف كتاب تنشر سنويا في أميركا.