هل تقود النفط حاليا دول من خارج منظمة اوبك؟ من المؤكد ان الأمر كذلك، ولولا التدخل الروسي الرسمي المباشر ومن أعلى المستويات لما اتفقت اصلا دول المنظمة على ضبط وخفض الانتاج بأكثر من 1.200 مليون برميل، بالاضافة الى 600 الف برميل اخرى من خارج المنظمة البترولية. والتزام روسيا بخفض انتاجها ودخولها عضوا في لجنة مراقبة الانتاج المنبثقة من اوبك، دليل آخر على انها طرف مباشر وشريك في دفع البرميل الى أعلى من 50 دولارا للبرميل ابتداء من الشهر المقبل.
يأتي هذا بعد اتفاق قطبي منتجي النفط التقليدي السعودي والروسي في بداية العام الحالي حول آليات تثبيت وتعزيز الأسعار سواء بتثبيت الانتاج أو حتى خفضه. لكن اجتماعات أوبك المتتالية، ومنذ اجتماع قطر، لم تسفر عن اي ايجابيات بين الدول الأعضاء، حيث الخلافات السياسية كانت تغطي وتحول دون الوصول الى اتفاق، لهذا كان لابد من الاستعانة بطرف قوي يهمه رفع سعر النفط الى معدلات مناسبة، حيث انها كانت ايضا متضررة جدا من وصول سعر البرميل الى ما دون 30 دولارا. ليتوصل كل من السعودية وروسيا الى أرضية مشتركة لمحاولة رفع سعر البرميل من القاع الى مستوى مناسب، وبتضحية من أكبر منتجي النفط، طالما انه سيؤدي في النهاية الى سيولة مالية أكبر، وتحسن في الأداء الاقتصادي المحلي لكلتيهما.
لهذا كان الدور الروسي ضروريا ومطلوبا، وأدى الى اتفاق تاريخي والتزام من جميع الدول النفطية من دون استثناء. ومع استعداد وتحمل قطبي النفط بخفض أكبر اذا دعت الضرورة. هذا لن يكون الا بعد منتصف شهر فبراير المقبل.
وارتفع سعر البرميل بنسبة %15 ووصل الى ما دون الـ57 دولارا لينخفض بسبب قوة اداء الدولار الاميركي، وليفاجأ المستهلك النهائي من قوتين في الاتجاه نفسه، وهو ارتفاع سعر البنزين وضعف سعر صرف العملات المحلية مقابل الدولار ليصب لمصلحة الدول المصدرة للنفط وبالدولار العالي.
نجحت أوبك بكل قوة في اجتماعها الأخير في فيينا، لكن بتدخل روسيا كأكبر منتج وبثقل سياسي مباشر هذه المرة.. لتتفق وتلتزم ويتحقق المطلوب.