من المنتصر ؟ ومن الخاسر ؟ سؤال يتبادر إلى ذهني وإلى ذهن كل متابع لما يجري في العالم العربي من معارك سيّما سوريا والعراق واليمن وإعلان كل طرف من الأطراف أنه حقّق نصراً مؤزراً على الآخر كما يصفه هو.
إن الخاسر الأكبر هو الوطن الذي ذهبت مقدّراته أدراج الرياح وتشتت أبناءه لاجئين في أصقاع الدنيا وهُدّمت مبانيه ومنشآته وأُهدرت ثرواته وعُطّلت مناراته وقدّم شبابه ورجاله وقوداً لحروب لن تحقق أهدافها مهما طالت.
إن الخاسر الأكبر هو مبدأ ” التعايش السلمي ” الذي يحكم أي مجتمع تتنوّع مكوّناته فقد أثبت التاريخ أن أي فئة مهما بلغت قوّتها ومهما بلغ الدعم الخارجي لها ومهما بلغ استئثارها بالسلطة لن تستطيع أن تفرض على الفئات الأخرى أمور لاتؤمن بها.
إن الخاسر الأكبر في هذه المعارك هي إيران التي ثبت للعرب وللمسلمين قاطبةً أن لها أطماعاً توسّعية وأنها على استعداد لتبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق أطماعها.
أما المنتصر في هذه المعارك فهو من سلمت يداه من دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ونأى بجانبه عنها وأغلق بابه وتمسك بجماعة المسلمين.