لا يخفى على أحد الدور اللي يقوم فيه مرزوق في الساحة السياسية ، وكيف يقتنص معارضيه ، وكيف يجير مواليه بالطريقة التي يراها وحسب ما يريد أن يكونوا .. وهذا ما رأيناه في إنتخاب الرئيس أمام إثنين من أشرس المعارضين سياسياً ولهم قواعد كبيرة شعبية .. وبرلمانية !
لنعترف أن مرزوق شاب ذكي .. عرف كيف يتعامل مع خصومه ومع أصحابة ، جعلهم جميعاً في خندق واحد أمام السلطة ليواجهوا مصيرهم أمام الشعب ويكون هو على كراسي المشاهدين ليرى المسرحية حتى تنتهي أدوارهم البطولية وتنتهي المسرحية ، ليسقطوا واحداً تلو الآخر في الإنتخابات الأخيرة !
عرف كيف تكون اللعبة خصوصاً بوجود برلمان هش وضعيف وشخصيات جديدة على الساحة البرلمانية لا تعرف كيف تتعامل مع القضايا المهمه ، خصوصاً المتعلقة بالمواطن ومستقبل الوطن وإستقراره .
ولا يخفى عليكم أيضاً أن مرزوق قد أعلن وفاة معارضية بالكامل ، وحصل على أكبر رقم في التاريخ الديمقراطي الكويتي من عام 1963 م بـ 48 صوت للرئاسة من السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وهذه سابقه خطيرة ولها قراءات سياسية عميقة لن نتطرق لها الآن .
مرزوق راهن الجميع في البرلمان المنحل على أنه سيسن القوانين التي تواكب فكره وطموحه الشخصي على الرياضة وعلى الأمة وحتى على منافسيه السياسيين .
ما لا يعلمه جيداً “مرزوق” .. أنه جعل منصب الرئاسة في مواجهة ساخنة مع النواب المعارضة مباشرةً والمواجهة لن تكون هذه المرة مع الحكومة لأن مرزوق جعل كرسي الرئاسة ثمناً لهذه المواجهة ، وهذا يجعل عمر المجلس يقل عن الفترة المتوقعة له ، فلن يكون هناك أي إستقرار سياسي لوجود موالين للحكومة ، وفي وجود عدم تكافيء الفرص على المناصب إن كانت بمكتب المجلس أم اللجان التي حرم منه البعض !
عدم التنازل عن بعض المناصب ، والإستحواء على كل شيء “ليس” من مصلحة الوطن ، وليس من مصلحة الإستقرار الأمني والإقتصادي .. والسياسي !
الكويت ليست رئاسة مجلس ، الكويت دولة بين منظومة إقليمية تنتشر فيها الأخطار وتهددها مباشرة من كل إتجاه ، والحكومة تبدوا إنها لا تعي ذلك كما أن مرزوق والنواب أيضاً لا يعون ذلك ، فالمرحلة القادمة يجب أن تبتعد عن المصالح الدونيه على مصلحة الوطن وهو الأهم من كل هذا !
أسباب حل البرلمان السابق كان “الوضع الأقليمي” ، وللأسف المنحلين الذين رجعوا لهذا المجلس يبدوا أنهم لم يعوا لهذا الخطر ، والدلائل كثيرة .. منها التصويت المطلق .. لمرزوق ، كأن الخصم عدو وليس زميل يتنافسون لخدمة وطن واحد !
الغريب والأغرب أن تجير التيارات والأحزاب والكتل السياسية الدينية منها والفئوية وحتى الليبرالية لتدعم مرشح واحد ليثبت للجميع قوته ونفوذه أمام القوة الرئاسية البرلمانية على إرادة الأمة والشعب .. والسلطة !
عجبي من زمن الساسة .. وعجبي لمن ينحني ويقاد !
وأسفي على وطن .. أصبحت جراحاته تنزف !
والله المستعان …