قد يخطر في بالك أن تتساءل عن أسلحة العرب، وجدوى أسلحة العرب في ظل ما يجري لحلب وفي حلب، وقد لا يخطر، فترتاح وتريح. فإن خطرَ في بالك شيء من هذا، فاستعذ بالله، واسكت، والتزم الجماعة، أو القطيع، وتذكر كل هذه الفوائد التي سأسردها لك.
لا يخدعوك بالقول إنها بلا فائدة. خذ عندك؛ أولى الفوائد وأسرعها هي عمولات الشراء التي تدخل في جيب ذلك المسؤول، فتبل ريقه، ويتوكأ عليها، ويهش بها على غنمه، ويصرف بها على صغاره، وينثر بعضها فوق راقصة مسكينة، تصرف على ماكياجها الشيء الكثير، وعلى ملابسها الشفافة الشيء الأكثر، كي تشرح صدور جموع هائلة من العربان، وتسر نواظرهم، ووو… فانظر يا رعاك الله كم من واحد استفاد من هذه الأسلحة التي تزعم وتتوهم أنها بلا فائدة.
ثاني الفوائد تشاهدها بأم عينك أثناء الأعياد الوطنية، عندما يستعرض ذلك الحاكم العربي أحدث الأسلحة وأغلاها ثمناً، فينتشي، وينتشي معه حضور الحفل جميعاً، وبهذا يرسل الحاكم رسالة غير مباشرة يرهب بها عدوه، أو شعبه، كي لا يرفعوا رؤوسهم من المرعى.
وكما أن للرجال زينة في لباسهم ومظهرهم، سواء بالقلم الذي يوضع في الجيب العلوي، أو الساعة في معصم اليد، وكما أن للنساء زينتهن بالماكياج وحقيبة اليد والساعة والفستان، كذلك للدول العربية زينتها، وزينتها بالدساتير الملونة والأسلحة المكدسة. وهذه ثالثة الفوائد.
ثم إن الحرب خدعة، وعدونا عندما اعتدى علينا واغتصب حقوقنا، وقتل أطفالنا ونساءنا ورجالنا، توقع منا أن نقاتله، لكننا خدعناه من حيث لا يحتسب وأبقينا الأسلحة في مخازنها. وهذه هي الفائدة الرابعة.
أما الفائدة الخامسة، فلو فكرنا قليلاً لوجدناها واضحة أمامنا، وهي أن الأسلحة والمعدات عبارة عن أجهزة، واستخدامها في الخنادق وفي الطرق غير المعبدة، تحت الغبار والثلوج والقنابل وغير ذلك، يعرضها للتلف والأعطال، ونحن لم نصرف كل هذه المليارات من الدولارات لإتلاف أسلحتنا ومعداتنا.
وكان الله في عون أهلنا في حلب، وتبّت أيدينا، وتبت يدا كل مسؤول عربي لم يغضب وينهض… وتب.