سأقدم هذه النصيحة للتجار الذين يهمهم الكسب المادي، ولدي إحساس بأن كثيرا منهم لن يقبل مني تلك النصيحة لأسباب كثيرة من أهمها أنني لم أعمل يوما ما بالتجارة إلا كوني المخول بالتوقيع قانونيا على أوراق إحدى المؤسسات التجارية.
ولكن السبب الأهم والذي يعتبره التجار مبدأ ثابتا في مهنتهم هو نصيحة أحد التجار لابنه حين قال له باللهجة العامية: «يا وليدي ولد الفقر لا تماشيه لأن لو فيه خير كان نفع نفسه»، ومن الطبيعي أن تكون نصيحة ذلك التاجر بعد أن رافق من هم في حالتي فحتما أن أي تاجر لن يقبل نصيحتي حتى وإن كانت مجانية وبدون أي مقابل.
ولكنني سأقدمها وأجري على الله، فقد لاحظت أن هناك من يضع إعلانه التجاري في موقع اليوتيوب طلبا للانتشار وهذا حق له ولكن أغلب تلك الإعلانات تكون مصاحبة لمقاطع مؤثرات موسيقية والمصيبة التي أحذركم منها أن كثيرا ما توضع تلك الإعلانات وسط مقاطع قراءة القرآن الكريم.
فحين تكون منصتا لتلك الآيات إيمانا وتصديقا لقوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)، يقطع عليك الإعلان المصاحب للموسيقى الإنصات، ونصيحتي لكل من لديه إعلان تجاري ألا يقطع ذكر آيات الله بحثا عن المكسب المادي، فالرزاق هو من قطعتم ذكره.
لقد قدمت لكم نصيحتي وأنا لست فقيرا لكم ولكنني فقير إلى الله عز وجل وقد أغناني بفضله وهو الغني الحميد، ومؤمن إيمانا تاما بأن الله قد منحني من فضله الشيء الذي لم يمنحه لمليارات البشر منكم وكل هذا من فضل الله.
أدام الله من كان يؤمن بأن الله هو الرزاق الحميد، ولا دام من يبحث عن الرزق من خلال غضب الله.