ربما تكون المفردة التي سأكتبها غير معروفة للكثير منكم، ولهذا السبب يجب أن أشرحها لكم وهي مفردة «المباحث»، فالمقصود بها ليس رجال الأمن الذين يتخفون للبحث عن الحقيقة في بعض القضايا الأمنية بل إنها مفردة تستخدم لوصف حركة محددة.
كلمة «يباحث» تطلق على بعض المخلوقات التي تحفر في التراب وتريد توسيع مكانها أو مكان استولت عليه ولا يخصها أبدا وهي تشمل أيضا الأطفال الصغار الذين يبكون ويستخدمون أرجلهم لإثارة الغبار حين لا يحصلون على ما يريدون والمشكلة حين يباحثون بالتراب فهم لا يؤذون إلا أنفسهم فقد يصادفون ما لا يسرهم وسط تلك الأتربة كقطع زجاجية تجرحهم أو ثعبان يلدغهم وحينها لن ينفعهم ما يقومون به.
عدوى من «يباحثون» انتقلت من الأطفال وتلك المخلوقات إلى بعض الكبار، وأصبح البعض يباحث ويملأ نفسه بالتراب بحثا عن الشهرة، ولن ألومه فهو لن يحصل عليها من خلال عمل يقوم به لأنه لا يعمل.
فأصبحت الشهرة كما تمنى أحدهم حين قال: «يا رب طلع اسمي ولو بالحدث الأصغر»، فأخذ بعضهم محاولة الظهور للناس عن طريق التكلم عن الآخرين تحت ذريعة النقد، ولكن حين يلجأ من أساء إليهم للقضاء يبدأ هو بالمباحث والبكاء وطلب الرحمة، وهذا ما يجعلنا نقول لهم «ما يصير ترغي عقب الهدير».
ولمن لا يفهم معنى المثل الأخير نقول له إن الهدير للجمل الذي يقتات على «حشائش» الأرض والرغي يكون للجمل الصغير الذي يعيش على الحليب وعليكم البحث عن أحد مصادر الحليب الأبيض الذي يمنح لهم.
أدام الله من كان جملا لا يرغي حين يمسك به، ولا دام من يبحث عن الشهرة ويبكي من عواقبها.