أعترف بأنه منذ سنوات لا تستهويني الأغاني كثيرا، ولكن أحيانا أجد نفسي مضطرا لتذكر بعض الكلمات لوجود مسبب لتذكرها كموقف معين أو للاستشهاد بها، واليوم أريد أن أستشهد بكلمات أغنية للفنان هاني شاكر بسبب شخص عزيز.
الأغنية تحمل اسم «يا ريتني» وتقول بداية كلماتها «يا ريتني عرفتك من زمان» إلى آخر الأغنية، وقبل أن أذكر لكم سبب تذكر تلك الكلمات يجب أن أذكر لكم موضوعا حدث منذ أكثر من ثلاثين سنة، ففي بداية سن الشباب كان محدثكم من أصحاب الطيبة الزائدة.
ومازلت أتذكر ما قاله عني أحد الأصدقاء الشعراء في جريدة السياسة حين كتب «سعد المعطش طيب إلى درجة الثمالة» ولن أشرح لكم ما هو المقصود بالطيبة التي تصل إلى ذلك الحد حتى لا أثبت تلك التهمة الجميلة.
وتمر السنوات وأتعلم الكثير وينطبق علي المثل القائل «متعلم على الصقعات قلبي» وأصبح أكثر دهاء بالرد على الآخرين وتشاء الظروف أن أتعرف على رجل عزيز على قلبي وهو الشيخ فهد المبارك العبدالله الأحمد الصباح وكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة الذي جعلني أردد كلمات تلك الأغنية والذي تعلمت منه سرعة البديهة والردود القوية.
ردود ابومبارك لا ينطبق عليها المفهوم الشعبي «رد على شارعين» فقط ولكنها تتجاوز هذا الأمر فتكون على «دوار» فتجد أن لها أكثر من معنى ولا يمكن أن يترك لك مجالا أن تجد فيها ما ترد عليه فهو يجعلك تتوه بمقصده الحقيقي بالرد.
فهد المبارك «يا ريتني عرفتك من زمان» وكم بودي أن أمد في حرف الألف في كلمة زمان لأتعلم منك الكثير بطريقة الرد على من كانوا يعتمدون على استغلالي بسبب تلك الثمالة الزائدة على حدها.
أدام الله فطنتكم وكشف من استغل طيبتكم، ولا أدام الله طيبتكم التي تصل إلى حد الثمالة المفرطة.