مضحكة جدا تبريرات البعض لمحاولة عزل الحكومة عن الحياة السياسية. او بشكل جزئي استثنائها من انتخابات رئاسة مجلس الامة. يريدون حكومة وزراء دولة على تعبيرهم، وحكومة ساسة ومهيمنين على امور البلد. لكنهم يجاهدون لتحييد الحكومة ومنع وزرائها من التصويت في معركة الرئاسة. اذن.. كيف سيقود هؤلاء الوزراء البلد وكيف لحكومة ان تهيمن على الامور وتوجه مجلس الامة، وهي التي حرمت من المشاركة في انتخاب رئيسه..!!
اطرف ما طرح لتبرير عدم مشاركة الحكومة في انتخابات الرئاسة هو ان الرئيس المنتخب سيكون «ممتنا» للحكومة وبالتالي سيجاريها او سيكون «لعبة» في يدها توجهه كيفما شاءت. هذا التبرير المضحك قد يكون مقبولا، ويمكن التساهل معه لو ان الرئيس الذي سينتخب بناء على امتناع الحكومة لن يكون هو الآخر «ممتنا» لهذا الامتناع.! وبالتالي سيكون ايضا لعبة في يد الحكومة.
الرئيس الذي ستؤيده الحكومة سيكون بالضرورة «مواليا» لسياساتها ومتفقا ونهجها وبرنامجها للهيمنة على امور البلد. «مواليا» ربما كانت عيبا وحتى سُبة في ما مضى من سنين. لكن منذ ان هيمنت معارضة آخر زمن على الحياة السياسية والموالاة اصبحت شرفا ووطنية ضد من يسعى الى جر البلد الى الخلف، وتعطيل التقدم والتنمية و «الاستحواذ» على الثروة الوطنية بحجة حماية مكتسبات ذوي الدخل المحدود. كان زمان عندما كانت المعارضة وطنية وواعية، همها التصدي للعبث السياسي والمادي لأطراف السلطة. اليوم المعارضة هي من ينهب.. وهي ، وليست السلطة ، من يقيد الحريات، وهي من يقود البلد باصرار غريب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا الى الخلف.
لم تعد الموالاة انتقاصا ولا حتى احراجا، كما كان الوضع منذ بداية الاخذ بالنظام الديموقراطي. فاليوم يقف من يؤمنون بوطنيتهم وبحقوق العدالة والحرية والمساواة لجميع ابناء الكويت، اليوم يقف هؤلاء في صف الحكومة، ولو على مضض احيانا، في وجه التعديات السياسية والحرمنة الاستحواذية التي برع فيها المعارضون.
منذ ان مارست المجاميع الدينية العمل البرلماني السياسي، ومنذ ان تحولت القوى القبلية الى تيار عوضا عن قبائل وافراد مشتتة، منذ ذلك الوقت والمعارضة تعطل التنمية وتقود البلد الى الخلف.