استعادت الدائرة الثالثة جزءاً من بريقها السابق بنجاح مجموعة من الشبان ودخولهم البرلمان، بعدما مرت عليها سنوات عجاف، أخرجت لنا أسوأ ما فيها، باستثناء بعض الأسماء المحترمة.
همسة في أذن كل واحد من هؤلاء الشبان البرلمانيين الجدد، بعد تقديم التهاني له: “إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا”، كما جاء في القرآن الكريم. لذا، يجب أن ترفع حاجبيك غضباً على نفسك إن هي دعتك إلى الغرور والزهو. وأعطِ المخضرمين من النواب الشرفاء قدرهم، واستمع إليهم، واستفد من خبراتهم، فلن يزيدك ذلك إلا علواً.
الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي ظهر فيها الجاهل البذيء وهو يعبث بالبهائم، وينحرها بطريقة مقززة قذرة حقيرة، ويفاخر بمنظر الدم على ثيابه، بل يتعمد تلطيخ ثيابه بدماء البهائم، وكأنه قتل مجموعة من المجرمين! هذه الصور والمقاطع تعيدنا إلى تلك الأيام، التي كان فيها يشتمنا ويشتم كل معارض، ويتقرب من السلطات فتقرّبه، ويجالسها وتجالسه، ويمتدحها ويدافع عنها فتدافع عنه… وكل هذا يجعلنا نفتخر بأننا كنا ممن شتمهم وقذفهم هذا الكائن الموبوء.
بحسب تجاربنا السابقة مع الحكومة، أو مع “حليمة”، نعرف ونجزم أنها ستعود إلى عادتها القديمة، لا شك في ذلك ولا عك. وستعمد إلى توزيع الحقائب الوزارية كمنح وترضيات ومكافآت وشراء ولاءات، على وقع أنين هذا البلد المنكوب، وسيواصل الفساد رحلته التي لا تنتهي.