الدعوات كثيرة ومختلفة حسب الداعي والمدعو له، فهناك دعوات يتمناها الجميع وهي الدعوة التي تؤجر عليها، وقد قصدها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وهي «الدعوة لأخيك المسلم في ظهر الغيب»، ومن أفضل الدعوات المجربة والحقيقية هي دعوة الوالدين لأبنائهما.
ومن الدعوات المستجابة، بإذن الله، والتي اخبرنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: دعوة المريض، ودعوة المسافر، والدعاء وقت المطر، وفي نفس الوقت حذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من دعوات المظلومين، وقد اخبرنا أنها ليس بينها وبين الله حجاب، ويبقى أمر الدعوة عند علام الغيوب، فهو يعرف من هو المظلوم، ومن هو الظالم وان تدثر بثياب المظلومية.
تلك الدعوات تكون بينك وبين ربك، ولكن هناك دعوات بين البشر قد لا تكون صادقة ويراد بها أمر دنيوي كالمقولة الشعبية: «ضبطني واضبطك»، وهي كما يقال عنها أنها دعوة سرية بين أشخاص للاستفادة من أمر سري دون علم الآخرين.
دعوة التضبيط كانت هي القاسم المشترك في المرشحين والناخبين في الانتخابات الأخيرة، وهذا ما سنكتشفه في الأيام القادمة، وخصوصا في بعض الدوائر فأغلب الناخبين ادلوا بأصواتهم فزعة لمن دعاهم للتصويت له، ويتمنون أن يضبطهم، ولكن كما يقال: «دون الحبيب حبيب» فلا يضحكوا عليكم بكلمة «كل طعمكم واحد» فهناك فرق كبير بين الدعوة لوجبة الإفطار والدعوة لغداء بحري، فانتبهوا لمن يفرق بينكم في المنافع.
لقد دعوكم للتصويت لهم مستغلين كل الأمور المباحة وغير المباحة، وقد لبيتم دعواتهم، والآن جاء دورهم لتلبية رغباتكم وما وعدوكم به، فليس من المقبول أن تطلب فزعتي لك وتنهض همتي لفوزك ولا تفزع لي حين أريدها منك.
أدام الله من كانت دعواته صادقة لمنفعة الناس، ولا دامت الدعوات للمصالح الفردية الخاصة.