مناحة، ولطم على الوجه، ونحيب، وآهات، ووو… ليش؟ بسبب “كيربي”، كان شامخاً في موقع “الموروث الشعبي” فهَوى، بعد أن اقتلعته عاصفة رملية، وجعلته هباءً مطعوجاً.
لذيذ هذا المجتمع. من يرى ردة فعله على سقوط “الكيربي” يظن أن الكويت، قبل سقوط الكيربي، كانت تتبختر بغنج وكبرياء ودلال، وترفع، بدلع، شعراتها التي غطت عينها اليسرى، وتجلس في أرقى المقاهي، وتضع رجلاً على رجل بإثارة وفتنة، قبل أن تعدّل ياقة جاكيتها “فندي”، وتنشر في محيطها رائحة عطورات ديور، وتعلق حقيبة يدها الشانيل على طرف الكرسي، وتنظر، بين فترة وأخرى، إلى معصم يدها، حيث تتربع ساعة كارتيير، المتخمة بالألماس.
سيداتي سادتي، هدئوا من روعكم، وحطوا من ركابكم، وأمعنوا النظر جيداً في منظر الكويت، لتكتشفوا أنها ترتدي ملابس من “سوق أبو مية فلس”، وأن حقيبة يدها تقليد، وجاكيتها تقليد، ورائحتها “حلبة”، وساعة يدها بثلاثة دنانير قبل الخصم، وجسمها مليء بالأمراض والحساسية، ونفسيتها تُبكي الدلافين، وحالتها بلاء في بلاء… ليس لضيق ذات اليد، بل لضيق ذات العقل، ولضيق ذات الصدق، ولضيق ذات تطبيق القانون، ولضيق ذات المحاسبة.
هدئوا من روعكم، وتناولوا ما طاب لكم من عصائر الفواكه، وترقبوا ترسية مشاريع جديدة على ذات الشركة “أم الكيربي”، في هذه الديرة التي “ما مثلاتها ديرة”، و”شعب ديرة ما مثلاته شعب ديرة”، كما يقول الزميل خالد العبدالجليل.