أقر الكونغرس الأميركي قبل أيام تخصيص 500 مليون دولار للإدارة الأميركية لصرفها على صناعة ميليشيا جديدة في سورية لتكون مهمتها محاربة داعش والقوى المتطرفة الأخرى هناك ومحاربة النظام السوري، ولإنشاء هذه الميليشيا قامت أميركا بتوقيع مذكرة تفاهم مع تركيا أردوغان لتدريب أفراد هذه الميليشيا على أراضيها، ولإنجاز هذه المهمة سيصل لتركيا آخر مارس القادم 400 عسكري أميركي، أما أفراد هذه الميليشيا فستختارهم أميركا من الميليشيات التي تقاتل النظام في سورية، وستكون هذه الميليشيا جاهزة للقتال نهاية العام الحالي.
والواقع ان المراقب لحرب أميركا على داعش فإنه يجد علامات الاستفهام الكبرى من هذه الحرب التي منذ بدأت بقيادة أميركا لهذا التحالف الدولي، وداعش في توسع وتمدد ومازالت تكر وتفر في العراق وسورية، وبسبب علامات التعجب هذه انسحب من هذا التحالف الطيران السعودي والإماراتي، ومؤخرا الطيران الأردني الذي شكل تحالفا مع طيران الإمارات بعيدا عن القيادة الأميركية، ورغم استمرار أميركا في حربها على داعش فإن داعش لايزال يصدر النفط ويكر على قاعدة عين الأسد في العراق، وهي أكبر قاعدة عسكرية في العراق ويرابط فيها المئات من الجيش الأميركي، وكل هذا تحت عين وسمع أكبر قوة جوية بالعالم القوة التي تملك اكبر شبكة اقمار صناعية بالعالم، أي لو أن 100 نملة أرادت أن تنتقل من منطقة إلى منطقة أخرى فإن أميركا سيكون لديها علم بهذا الانتقال وتفاصيله، بينما تنقلات جيش داعش وشاحنات نقل النفط لم تعلم عنها شيئا ؟
وفي ظل هذه الممارسات الأميركية الغريبة التي تثير التساؤلات وعلامات الاستفهام والتعجب الكبرى، فإن أخشى ما أخشاه هو أن تكون أميركا أوباما بصدد تأسيس ميليشيا إسلامية جديدة، خصوصا أن ضربات الطيران الأردني والإماراتي أوجعت داعش وهذه الضربات ستتواصل إلى أن يقضى عليها تماما في موعد أقصاه نهاية العام الحالي، وبما أن أميركا تدرك أن «داعش» بتصريحاته وممارساته الغبية استعدى محيط العراق وسورية حكومات وشعوبا، فقد أضحى هذا التنظيم ورقة محروقة لذلك فإنني أعتقد أن أميركا قررت أو بالأحرى المحفل الماسوني قرر تطبيق خطة بديلة تتمثل في ترك داعش تنتهي ليتم إنشاء تنظيم جديد على أطلال داعش وغيرهم من قوى الإرهاب والعملاء، ليكون الخنجر المسموم الذي يقتل داعش ويرث قوته ولكن باستثناء عداوة وكره الشعوب له، وذلك للعمل على كسب شعوب المنطقة ودون إثارة العداوات مع حكومات المنطقة، ليكون تنظيما جديدا يتمثل بالقيم الإسلامية إلى حد كبير ليحارب النظام السوري، ولكن وهو الأهم من خلفه القوى الشيعية، وليجمع من خلفه السنة لمحاربة الشيعة.. فيتحقق الحلم الماسوني وربيبته الحركة الصهيونية الخبيثة في إيقاع الفتنة الكبرى بين المسلمين السنة والشيعة «لا قدر الله» فتعم الفوضى الكبرى التي ناضل ويناضل من اجلها المحفل الماسوني وخصوصا في العقد الثاني من مطلع القرن، الذي يتوقع ظهور المسيح الدجال فيه ليتسيد فيه اليهود حتى حين على العالم.
لذلك فإنني انبه قادتنا الكرام في منطقتنا العربية ومعهم الشعوب سنة وشيعية للحذر فإن قيام حرب بين السنة والشيعة وهما الفصيلان الأكبر اللذان يشكلان أكثر من 70% من المسلمين بالعالم ما يعني تدمير الإسلام والمسلمين «لا قدر الله»، فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح