ما ان تسلم الوزير الجديد الدكتور بدر العيسى مهام وزارة التربية حتى بدأت تنهال عليه المطالبات بتحديث التعليم وتطويره علماً بأن عملية التغيير في وزارة التربية قد تحتاج الى أكثر من جيل حتى تؤتي نتائجها.
السؤال: ما مشكلة التعليم في بلدنا؟ وكيف يمكن اصلاح التعليم ومن يتولى مسؤولية التحديث؟ الجميع متفق على ان ملف تطوير التعليم وتحديثه يعتبر من أهم الملفات اذا كنا جادين في نجاح مشروع التنمية وتطوير البلد، لأن الثروة البشرية هي عماد نجاح أي مجتمع لدخول العصر الحديث.
علينا ان نؤكد بأن مرحلة التعليم قبل الجامعي هي الاساس في تشكيل قدرات ومهارات أبنائنا من سن 4 – 18 سنة، فأساس تحديث التعليم ومحوره يجب ان ينصب في هذه المرحلة المبكرة من التعليم.
هل تركز وزارة التربية في بناء استراتيجيتها على جودة التعليم أو المهم هو الكم – اعداد الطلبة – على حساب الكيف؟ جودة التعليم لها معايير محددة ويمكن تلخيصها في العناصر التالية: جودة المدرس والادارة والمنهج والمحتوى الدراسي وطبيعة وجودة مشاركة المجتمع.
فكل دول العالم المتحضر التي حققت قفزات متميزة في مجال التعليم واصبحت من الدول المتقدمة في مجال الصناعة الحديثة مثل فنلندا وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة ودول اوروبا الشرقية بعد سقوط الشيوعية ركزت على جودة المعلم لانه المحور الاساسي في العملية التعليمية ومهما اعددنا من مناهج متطورة أو كتب ممتازة فالمهم هو من الذي سوف يقوم بتوصيل ذلك..فجودة المعلم كانسان راق هي أهم عنصر.
أين تكمن مشكلة المعلم في الكويت؟ نقولها بكل وضوح وصراحة تكمن مشكلتنا في أعداد المعلمين في كلية التربية في الجامعة أو المعاهد التطبيقية.
كان من المفترض ان نركز على من يريد دخول مجال التدريس ان يكون طالبا متميزا متفوقا في درجات المواد العلمية فالتعليم لا يصلح لأي شخص..علينا ان نصر على ان من يريد ان يعمل معلما ان يكون على درجة عالية من المهنية والكفاءة لذلك اذا كنا فعلا نريد تحديث التعليم يجب ان يكون القبول لكلية التربية مثل القبول لكلية الطب والهندسة أي قبول المتفوقين من الطلبة فقط..بعد نيل الطالب المتفوق شهادة التربية يدخل للحصول على درجة الماجستير في التعليم حتى يحق له التدريس في المدرسة الابتدائية.. الدولة والمجتمع عليهما مكافأة المدرسين للمرحلة الابتدائية.. بمنحهم رواتب عالية ومعاملتهم معاملة تليق بهم فهم عماد العملية التعليمية في مرحلة الابتدائي.
لقد ارتكبنا خطأ كبيراً في الستينيات من القرن الماضي عندما قرر المرحوم خالد المسعد تكويت المرحلة الابتدائية فسمح لطلاب المرحلة المتوسطة دخول معهد المعلمين واخذ دبلوم يؤهلهم لتدريس أهم مرحلة تعليمية وهي المرحلة الابتدائية، ان تحديث التعليم يعد مهمة صعبة تحتاج الى مجتمع واع وادارة حكومية جادة في تطوير وتحديث التعليم ان ارادت الدخول في تحديات القرن الواحد والعشرين أو مواكبة عصر المعلوماتية.