العنوان منهوب من مانشيت كانت جريدة الوطن الكويتية قد كتبته بصيغة مشابهة؛ “المطاعات… أشكال وأرناق”. وكلمة مطاعات، لمن لا يعيش على أرض الخليج، ولا يأكل الزبيدي، تعني “الهراوات”، أما كلمة أرناق، فمصدرها “renk”، وهي كلمة تركية إيرانية مغولية، ومعناها “لون”… والمقصود من مانشيت “الوطن”، الذي جاء بعد فعاليات للحراك الشعبي، هو ترهيب المعارضة، والشماتة بها، والرقص على جراحها، والمساهمة، ليس في شق عصا الوحدة، بل تفتيتها.
ودارت الأيام، والأيام دوارة، وجاء دور جريدة الوطن، وشاهدنا الشتائم بأشكالها وأرناقها، وشاهدنا كيف تحولت ابتسامة الأيام الجشعة الصفراء، في وجه جريدة الوطن وملاكها، إلى تكشيرة حمراء، تعلوها عينان متحفزتان للانتقام، وحاجبان منتكسان، وصرخات مدوية: “هاتوووه”.
اليوم كان الدور على جريدة الوطن، ولن نشمت، وبعد أن تنتهي الأيام من مضغ جريدة الوطن والتهامها، ستجوع وتبحث عن وجبة أخرى، قد تكون أكبر منها وأشهى، وقد تكون الوجبة القادمة فوق الخيال، والمتوقع.
أطلق، أيها القارئ، لخيالك العنان، وضعِ الصور كلها على الطاولة، وحاول أن تعرف إجابة السؤال الكبير؛ “الدور المقبل… على مَن؟”. أكرر: “ضع الصور كلها على الطاولة” لا تستثنِ صورة، وهات “استكانة الشاي”، وتعال اجلس معنا، ننتظر شهرين أو ثلاثة أشهر، على أقصى مدى، وأبعد تقدير.