على الرغم من الأجواء السوداوية المتشائمة في الكويت تبرز في سمائها بوادر أمل وتفاؤل وعطاء في شبابنا تبعث على الأمل في المستقبل اذا استثمرت طاقاتهم غير المحدودة في الطريق الصحيح.
الانجاز التاريخي الذي حققه الشاب محمد نبيل جعفر مثال يحتذى به لكل شبابنا حيث باع مشروعه «طلبات» الذي اشتراه بأقل من مليون دينار بأكثر من 50 مليون دينار.
لقد أوضح الشاب محمد جعفر أن مشروعه نجح في الوصول الى العالمية بعد ان وجد فرصة استثمارية في الانترنت معتبراً ان نموذج عمله قام على 3 عناصر رئيسية اعطته الميزة التنافسية هي الخدمة الجيدة والصدق في التعامل وجودة المنتج.
ونصح جعفر ابناء وطنه من الشباب بخوض تجربة الاستثمار في الانترنت حيث الفرص كثيرة لكنه ينصحهم بالعمل الدؤوب والجهد كي يحصدوا النتائج الجيدة.
على الرغم من التزمت وانغلاق البلد حضارياً وصل الشاب الكويتي يوسف الجسمي الى العالمية في مجال تصميم الازياء النسائية حيث اصبح من المشاهير عندما لبست المليونيرة والعارضة الأمريكية الجميلة باريس هيلتون احد فساتينه الجميلة حيث وزعت وسائل الاتصال الجماهيري صورة الموديل هيلتون مرتدية فستانا من تصميم الجسمي وسألتها وسائل الاعلام وهم يصورونها عن المصمم لفستانها فقالت انه يوسف الجسمي من الكويت.
الشابان محمد نبيل ويوسف الجسمي وصلت شهرتهما للعالمية في ليلة وضحاها من دون تدخل من الدولة او المجتمع حيث انهما من خلال عملهما وتفانيهما فيه وابداعهما ومجهودهما في عملهما قد حققا ما يطمحان اليه.
شبابنا المبدعون لم يأخذوا مناقصة أو عقدا حكوميا للوصول الى الغنى والثروة والشهرة بل اعتمدوا على عملهم ومجهودهم الشاق وابداعهم فيه وهذا يعني ببساطة ان الوصول الى القمة في الاداء لا يحتاج الى واسطة او محسوبية من النواب او الوزراء فكل ما هو مطلوب من اي شاب طموح هو الاهتمام بنفسه وعلمه وثقافته لكي يبدع.ان الحكومة كل ما تستطيع عمله لشباب الكويت الطموح والمغامر والمبدع هو تذليل العقبات والروتين الحكومي القاتل الذي احبط الكثير من شبابنا وشركاتنا الوطنية ودفعتهم للهجرة للخليج او دول أوروبا والولايات المتحدة.
هذان الشابان وغيرهما من شبابنا المبدع والخلاق في كل المجالات يمكن ان يكونوا نموذجا حيا لاطفالنا من الطلاب في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية فالشباب الكويتي يحتاجون الى قدوة Role Model بدلاً من سياسيين ومشايخ دين منتمين الى الاسلام السياسي الذين يستغلون غياب الدولة بالذهاب الى المدارس لالقاء المحاضرات التي تصب في معظمها في كراهية الغرب والتحذير منه لأن الغرب يدعو للحرية الفردية التي فتحت المجال لشبابنا لتحقيق شهرتهم وثروتهم.
ان تجربة الشباب تؤكد أنهم استطاعوا تحقيق انجازات على الرغم من محاربة الحكومة للمبادرات الفردية والقطاع الخاص بشكل عام حيث تضع العراقيل أمام الشباب وتدفعهم الى احضان ماما حكومة حيث يعمل %90 من المواطنين في القطاع العام حيث تعودوا على الكسل والربادة والخمول وكثرة الشكاوى والتحلطم..لتمنحهم الدولة عطايا.. عجبي.