ضج كثيرون من بني يعرب وامة محمد اعتراضا على الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها ثلاثة من الابرياء «المسلمين» في احدى جامعات شمال كارولاينا. وتعاطفوا انسانيا وحضاريا مع الضحايا الى درجة استنكار صمت الاعلام الغربي – كما تراءى لهم -، والذهاب الى ابعد من ذلك في النهاية باتهام الغرب كله وليس القاتل ولا شمال كارولاينا ولا حتى اميركا بمعاداة المسلمين.
ضحايا الجريمة النكراء عرب من سوريا، كانوا روافض او نواصب – لا فرق – يترجى بعض بني يعرب وأئمة امة محمد ان يهدوا له بعضا منهم كي يجز رقابهم. لكن لان القاتل اجنبي او مسيحي بشكل ادق. ثار بنو يعرب وضج «تويتر» بالتعاطف الكذاب والتضامن المزور.
ليس هناك تعاطف انساني حقيقي مع الضحايا، حتى بوصفهم مسلمين. لكن هناك عداء واضحا وغير مستتر للغرب. وهناك، وهنا الاهم، محاولة مستحيلة لتبرير جريمة «شارلي هبدو». وتصويرها على انها ظاهرة انسانية عامة. تستقر في اوروبا واميركا مثل ما تجد استقرارها وثباتها في الشرق الاوسط.
لا ايها المتباكون غصبا والمتعاطفون زورا.. جريمة نورث كارولاينا جريمة فردية بحتة. سببها كما تبين خلاف شخصي، حدث ويحدث بين الكثير ممن يعيش في اميركا او غيرها. حتى بافتراض ان الجريمة اصلا هي جريمة اضطهاد ديني او عرقي – كالتي حدثت يوم امس في ولاية تكساس، واستهدفت حرق مركز اسلامي – وهو افتراض مرفوض بحكم ان المجرم والضحايا جيران كان بينهم خلاف مسبق، حتى بافتراض ذلك، فان هذا لا يعطي للمتباكين حق ادانة المجتمع الاميركي برمته او تلبيس المسيحيين كافة وزر الجريمة.
الفرق بين قتلى الجامعة الاميركية وجريمة «شارلي هبدو»، هي ان الدافع للقتل فردي بحت في الاولى. وليس له جذور او اساس في ثقافة وحتى عقيدة المجتمع الاميركي. بينما جريمة «شارلي هبدو» تستمد اصولها وتبريراتها من عقيدة كمّ لا بأس به من المسلمين. ومن فتاوى وتوجيهات الكثير من المعممين والملتحين تروّج لها قنوات فضائية وتحضر لها كتبا تنشر وتطبع في ديار بني يعرب.. ويتولى إذكاءها وإبقاءها حية الالاف من امثال من تطوع لشتم الغربيين والتحريض والتحضير لاعمال اجرامية ضدهم كما فعل مغردو «تويتر» قبل ايام.