ما قام به وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح بشأن قبول أبناء الكويتيات من فئة البدون في الجيش الكويتي يعد ضربة معلم، ويؤكد على نظرته الثاقبة في بناء هذه المؤسسة العسكرية بصورة أفضل من الناحية العسكرية، كما كانت في عهد الستينيات والسبعينيات، التي كانت تعتبر نموذجا يدرس كمبدأ للنظام والانضباط العسكري، حتى أصبحت تلك المؤسسة من أفضل مؤسسات الدولة.
التجربة العملية دائما ما تتحدث وتضع بصمة حقيقية اذا تحدثنا عن أي موضوع معين، على مبدأ التجربة خير برهان.
فمن هنا لابد أن نؤكد على تجربة قبول العسكريين البدون في زمن الستينيات والسبعينيات، ونستذكر تميزها التي هي أشهر من أن تذكر، وللتوضيح أكثر، عندما تحدثنا مع كبار الضباط من المتقاعدين في المؤسسة العسكرية سواء في الجيش أو الشرطة عن زمن ما قبل الغزو العراقي، نجد إشادة متميزة منهم تتجه نحو العسكريين البدون، ابرزها يكمن في ولائهم الوطني الذي أكدوه اثناء دفاعهم عن الكويت ابان الغزو العراقي، ومنهم من اختاره الله شهيدا، ومنهم من قبع في السجون العراقية أسيرا لأكثر من سبعة أشهر، فضلا عن التحاقهم بمجاميع المقاومة الكويتية ضد العدوان العراقي، ولا يمكن أن نتجاهل مشاركتهم مع زملائهم الكويتيين في الحروب العربية 1967 و1973، ووقتها رفعوا العلم الكويتي اثناء المعارك العربية تأكيدا على مشاركة الكويت في القضايا العربية، ناهيك عن انضباطهم بالعمل العسكري الذي يضرب به المثل لدى العسكر واحترامهم كان وما زال حاضرا لتلك المؤسسة التي ترعرعوا بساحاتها لأكثر من 35 عاما بكل شرف وامانة.
هؤلاء الأبطال لابد أن نرفع لهم «العقل» إجلالا واحتراما لما قدموه من خدمة لوطنهم، وأنا على يقين أن وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح يدرك تماما أهمية تلك الفئة في مواقع السلك العسكري في الجيش كونه ابن المؤسسة العسكرية والآن هو رأس هرمها، على اعتبار أنه تعامل مع العسكريين من فئة البدون ويعرفهم تماما عن قرب، إنهم أبناء هذا الوطن وخير من يخدم تلك المؤسسة، لذا نجده أصدر توجيهاته بقبول أبناء الكويتيات من البدون كمرحلة أولى من خطة واسعة تنفذ قريبا للارتقاء بالمؤسسة العسكرية.
من هذا المنبر، نتمنى من وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح أن يبدع في توجيهاته المقبلة من خلال قبول أبناء العسكريين البدون كمرحلة ثانية ومن ثم قبول أبناء البدون من غير العسكريين ممن تنطبق عليهم شروط الالتحاق، الأمر الذي سيجعل تلك المؤسسة في حالة ازدهار وانضباط في العمل لطالما آباؤهم آنذاك أثبتوا ولاءهم لتلك المؤسسة والتي بنيت على أكتافهم وأكتاف إخوانهم الكويتيين من أبناء تلك المؤسسة العسكرية المهمة.
يا معالي الوزير.. انت أدرى بأهمية المؤسسة العسكرية واحتياجاتها، وانا على يقين بأنك تعلم تماما أن أبناء البدون هم جزء مهم في تركبية تلك المؤسسة المهمة، وذلك جاء عن تجربة تدركها تماما، فقرارك بقبول أبناء تلك الفئة سيمنح تلك المؤسسة التميز فضلا عن ان قرارك ستكون له دواع إنسانية نحتاجها في سجلات منظمات حقوق الانسان العالمية.