أود أن أوجه هذه الرسالة المهمة جدا إلى الهيئة العامة للاستثمار، وتحديدا إلى مكتب لندن لعل وعسى أن تستغل هذه المشكلة التي سقط فريستها المرضى الكويتيون في لندن لصالح استثمارات الكويت، والتي بدورها قد تسهم في حل مشكلة المرضى من جشع مكاتب العقارات التي تدار من قبل العرب المقيمين في لندن.
رسالتي هي الثانية وأكررها.. أثناء دخولي لإحدى الدواوين، وجدت النقاش «مولع» على الآخر، وأول جملة سمعتها عبارة عن تساؤل بنبرة غضب من أحد الرواد قائلا: «يا جماعة ليش فلوس المرضى الكويتيين في لندن تدخل جيوب أصحاب العقارات من أهل الجنسيات العربية؟!.. والله حرام وين الحكومة من هالمشكلة؟!».
هنا لفت انتباهي من كان يصرخ بغضب وقهر، فقلت له: «عسى ما شر يا أخي، لماذا كل هذا الغضب؟!».
فرد قائلا «أنا كنت مرافق مريض، ورأيت الاستغلال البشع من قبل أصحاب المكاتب العقارية من العرب المقيمين في لندن لأوضاع المرضى الكويتيين خاصة في مسألة الحصول على شقة للسكن رغم عدم وجود موسم، تخيلوا معي وتفهموا خطورة الوضع على حقوق المرضى رغم خفض مخصصاتهم المالية، أصحاب مكاتب العقارات العربية في لندن يعلمون كل شيء عن المخصصات المالية التي تعطى للمريض الكويتي، وهنا تأتي مرحلة الاستغلال البشع، تخيلوا معي معظم الكويتيين الذين التقيت بهم هناك يشتكون من غلاء السكن اللامنطقي والفاحش الذي لم نره في كل العالم، كيف يحدث ذلك؟».
وقال: «عندما يبحث الكويتيون عن شقق يسكنونها في المناطق المتعارف عليها عندهم، تحديدا في شوارع اجور رود أو ماي فير أو النايتس برج أو بيكر ستريت أو الكنز وي وغيرها من الاماكن التي يرغب فيها معظم الكويتيين، هنا تكمن المصيبة، عندما نجد كل هذه الشوارع محتكرة من قبل المكاتب العقارية المملوكة للعرب من المقيمين في لندن.. نأتي الآن للأسعار الجنونية التي وضعوها بالاتفاق بعضهم مع بعض للسيطرة على مخصصات العلاج بالخارج، وكأن الأمر مخطط له». تخيلوا معي، هناك شقق صغيرة مستواها أقل من المتواضع في تلك الشوارع التي ذكرتها، نجد متوسط ايجارها اسبوعيا من 1750 باوند إلى 3000 باوند، رغم أن القيمة الفعلية لها لا تتجاوز 450 باوند في الأسبوع حسبما اخبرنا من لديهم خبرة في الايجارات! قارنوا الفرق، أليست هذه قمة الاستغلال بابتلاع أموال المرضى؟!
قلت له: لندن كبيرة، لماذا يتعامل الكويتيون مع تلك المكاتب التي فيها عمليات استغلال؟! هناك مكاتب انجليزية تعاملهم ممتاز، لماذا لا يتعاملون معهم؟! فرد قائلا: صحيح، ولكن مكاتب الإنجليز تأجيرهم للشقق لمدة طويلة تبدأ من 6 أشهر، لاسيما أن معظم المرضى لا يتجاوز علاجهم 3 أشهر، وهذه الظروف جعلت المرضى ضحايا لجشع المكاتب العقارية العربية.
هنا لابد أن أطرح تساؤلا على الهيئة العامة للاستثمار (مكتب لندن) مادام ابتعاث المرضى للعلاج في لندن مستمر منذ سنوات طويلة ومستمر بأعداد كبيرة جدا، لماذا لا تستغل هذه الظروف، مثلا، في شراء مجمعات سكنية تضم شققا تؤجر على المرضى الكويتيين وغير الكويتيين لمن يرغب منهم بأسعار معقولة؟! منها استثمار ناجح، ومنها مساهمة في مساعدة الكويتيين حتى لا يقعوا فريسة لأصحاب المكاتب العقارية العربية كما هو الحال اليوم للأسف.
أتمنى من المختصين في مكتب لندن دراسة الموضوع جيدا، فأموال الكويت.. الكويتيون أولى بها.