الملاحظ انه منذ ان تولى حضرة صاحب السمو مقاليد الامور وهناك محاولات لتفخيم وتعظيم المناسبات المتعلقة بشخص سموه. لقد ارتفعت «جداريات» في الكويت هي الاولى من نوعها في ظاهرة فريدة وجديدة عندما تسلم حضرة صاحب السمو مسند الامارة. ولم تكن تلك «جداريات» تهنئة وقتية وعابرة، بل بدت لنا في وقتها أعمالا دائمة وقطعا راسخة. لهذا انتقدناها بوصفها «بدعة» . لم تتعود عليها الكويت ولا يجدر بها ان تبدأ. وقد تم بالفعل إزالة تلك الجداريات بأمر من حضرة صاحب السمو كما بدا وقتها.
لكن مع هذا استمرت محاولات التعظيم المبالغ فيها، مستغلة كل مناسبة ومختلقة في بعض الاحيان المناسبات او الاحداث من اجل إظهار تقديرها ومحبتها لحضرة صاحب السمو. وكأن الكويت والكويتيين بحاجة الى اثبات او اعلان ولائهم لشخص صاحب السمو. وتأكيد مبايعتهم له في كل مناسبة.
وحدهم من يشعرون بالانعزال عن شعوبهم، هم ممن اخترع وتفنن في فرض نفسه على الناس. وصور الزعماء والقادة المنتشرة بالشوارع خصوصا «الترويكا» او الثلاثية التي تعودنا عليها هي اصلا من نتاج الانظمة القمعية الحزبية. هي الانظمة هي التي اخترعت عروض التقديس والتبجيل او في الواقع تعابير واشكال الخنوع والخضوع للقائد الملهم. الدول الديموقراطية تعنى بانجازات ونتائج شعوبها. فالتاريخ هناك، هو تاريخ الوطن باكمله وليس سيرة ذاتية لفلان او علان .. ولم يجسد هذه السياسة افضل ممن خط «لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».
لسنا بحاجة الى هذا في الكويت. ولم يحدث في تاريخ الكويت تعظيم امير او تفضيله عمن سبقه. وحضرة صاحب السمو تم انتخابه من قبل مجلس الامة اميرا للكويت. ودستورنا حصن ذات الامير وتولى حماية حقوقه وضمان استمرار حكمه. وليس من المفروض ان تكون هناك خشية من طامع في الحكم او متعد حقيقي على صلاحيات ومسؤوليات سمو الامير.
المفروض ان يكون ولاؤنا لصباح الاحمد، وارتباطنا به دائما وموثقا. ليس خضوع مناسبات ولا استذكارا او استعراضا في دعوات. بل عفوي وصادق كما هو.. وكما يجب ان يبقى ويكون.