تبدأ أحداث رواية «أميرة عثمانية في المنفى» (*) في عام 1918 في اسطنبول، مع بداية انهيار إمبراطورية «آل عثمان»، أو أسرة «عصمانلي» Osmanily، التي حكمت تركيا لأكثر من 500 عام، وتعاقب على عرشها في السنوات الـ 42 الأخيرة ثلاثة أخوة، السلطان مراد، الذي خلعه اخوه عبدالحميد وجلس على العرش مكانه، لتقوم حركة «تركيا الفتاة» بالاطاحة به وتعيين أخيه السلطان رشاد، خليفة على المسلمين، ولكنه كان آخر «الخلفاء» والسلاطين، حيث اضطر للهرب إلى فرنسا، بعد أن استولى الضابط مصطفى كمال على الحكم وحول الإمبراطورية العجوز الى جمهورية علمانية فتية، وألغى نظام الخلافة إلى الأبد. ومن الذين غادروا اسطنبول على عجالة كذلك السلطانة خديجة، ابنة السلطان مراد، التي اختارت اللجوء، مع ابنها خيرت وابنتها سلمى Selma، حفيدي السلطان مراد، وخدمها إلى بيروت، وهناك زوجت ابنتها الوحيدة لمهراجا هندي، التي ذهبت لتعيش معه في مملكته، ولكنها قررت بعد سنتين السفر إلى فرنسا لكي تضع حملها هناك. طابت لسلمى الإقامة في باريس فقررت عدم العودة الى الهند مطلقا، وساهم نشوب الحرب العالمية الثانية وقتها في قطع كل صلتها بزوجها، ومنعته من استعادتها بالقوة، ولكن القدر لم يمهلها فقد ماتت في باريس وهي في مقتبل العمر، وابنتها لا تزال طفلة صغيرة لا تعرف من العالم أحدا، غير الخادم الخصي الذي اعتنى بها لفترة قبل ان يختفي هو أيضا من دون ان يخبرها من هي.
رواية رائعة جميلة السرد خلابة، تحبس صفحاتها الـ757 الأنفاس، وتحكي بتفاصيل دقيقة حياة القصور في اسطنبول العثمانية، ومن بعدها حياة الطبقة الارستقراطية الارثوذكسية في بيروت، ومن ثم تنتقل أحداثها الى الهند بكل بهرجتها ورونقها ومهراجاتها ومآسيها، وذلك في بداية صراعات طبقاتها ودياناتها وكفاحها لنيل استقلالها عن بريطانيا، والظروف التي أدت الى تقسيمها.
المفاجأة كانت في نهاية القصة، عندما نكتشف أن الكاتبة كنيز مراد Kenize Mourad هي الابنة التي ولدتها أمها سلمى في باريس، عشية الحرب العالمية الثانية، والتي لم تعرف أنها حفيدة السلطان مراد، وأن والدها مهراجا هندي، إلا عن طريق الصدفة، بعد ان اصبحت في العشرين من العمر.
***
• لدي نسختان من الطبعة العربية للقصة، لمن يود الحصول عليها من دون مقابل.
أحمد الصراف