يقولون على وسائل التواصل الاجتماعي ان مشروع تطوير الجزر، الذي يأمل القائمون عليه في جذب 30 مليون سائح أجنبي، مع نهاية تنفيذه (!) سوف يكون حظه افضل من بقية المشاريع الكبرى الفاشلة، مثل المنطقة الحرة، والخطوط الكويتية، وحقول نفط الشمال، والداو، وغيرها. ويعزو هؤلاء فشلها الى ضعف الإدارة الحكومية، وعدم قدرتها على مواكبة التغيرات العالمية الهائلة في عالم متسارع لا ينتظر من يحلمون من دون أن يقدموا على فعل شيء لتحقيق أحلامهم.
وأعتقد شخصيا أن أكبر خطايا الحكومة كان في قلة اهتمامها بخلق المواطن الصحيح، والاهتمام بتنمية قدراته ورفاهيته. ولا اقصد بالرفاهية هنا المسكن والسيارة والمكيف، بل بتسليحه بالعلم والانفتاح على الآخر، وتقبل الجديد، ورفض البالي من التقاليد.
إن التحضر، بالمفهوم العصري، لا يعني فقط مباني حكومية حديثة، وطرقاً معبدة، ومياهاً نظيفة وكهرباء متوافرة، بل يعني جامعات متقدمة ومناهج عصرية، ومستشفيات آمنة، ومواطناً محترماً وحقوقاً إنسانية مضمونة. ولو تمعنا قليلاً في أوضاعنا لوجدنا تخلفاً واضحاً، وإدارة لا يمكن الاعتماد عليها في خلق مواطن صالح. فما زالت القبلية والطائفية تتجذر كل يوم في النفوس، وتتحكم في قرار ووجدان نسبة كبيرة من المواطنين. كما لا تزال المرأة، التي تمثل أجمل وأفضل ما في أي مجتمع، محرومة من الكثير من حقوقها، فالتقاليد والأعراف، وحتى الكثير من القوانين، تكبلها وتحرمها من ابسط حقوقها كزوجة وام وارملة ومطلقة.
تعتبر لولوة القطامي مثال المرأة الكويتية البارزة، فقد كانت أول جامعية في تاريخ الكويت، وأول كويتية تتخرج في بريطانيا، وأول معلمة تدرس الإنكليزية، وأول وكيلة مدرسة ثانوية، وأول مديرة كلية بنات في جامعة الكويت، وأول من ساهم في وضع المناهج المدرسية، وأول عضو في اللجنة العليا لمحو الأمية، وأول سيدة عضو في المجلس الاستشاري للإعلام في الكويت، وسفيرة منظمة اليونسكو في العام الدولي لمحو الأمية 1989. كما كان لها دور في إنشاء جامعة الكويت، وأصبحت تالياً أول مسجلة لكلية البنات فيها، وأول مديرة للكلية، ولكن كل هذا لن يشفع غالبا، بعد عمر طويل، في أن تكرم كما يكرم من له سجلها، والسبب انها امرأة. وهذا هو عنوان التخلف.
وبالتالي فإن فشلنا، عربا ومسلمين، وكويتيين، لا يكمن في عجزنا عن مواكبة العصر، وتحقيق تنمية حقيقية، بل وايضا، في عجزنا عن خلق المواطن الإنسان، ذكرا كان أو انثى، وخلق الشعور الحقيقي لدى الجميع بأنهم متساوون امام القانون، بصرف النظر عن الجنس أو العقيدة أو الأصل.
ملاحظة: سألت المذيعة الفنان سعد الفرج عما إذا كان سيأتي يوم ويوضع لسمه على مسرح، أسوة بزميله، عبدالحسين، فقال انه رأى اسمه على المسرح، فاسم عبدالحسين عبدالرضا، هو اسمه ويمثله هو أيضا!
يا لك من فنان كبير، يا سعد!