طلبت من صديق أن نختبر قدراتنا على التفكير المسبق بالمستقبل (استقراء المستقبل)، ووضع فكرة أو عمل يتوافق مع ذلك الاستقراء المستقبلي، لنقيس من خلاله قدرتنا على التفكير المستقبلي، وإمكاناتنا بأن نجاري تفكيرنا المستقبلي.
عقدت العزيمة، بعد أن توكلت على الله، أن أقوم بهذه الرياضة الذهنية، وفي نيتي أن أعطي نموذجاً على قدرات الإبداع التي أنعم الله بها علينا، التي هي بداخلنا، لكننا لا نمنح أنفسنا فرصة انبثاقها، أو نتراجع أمام غياب التشجيع والإحباط الذي يسود حولنا، وهو ما يقتل الإبداع ويولد عدم الثقة بقدراتنا.
– منحت نفسي 12 ساعة كي أقوم بهذه الرياضة الذهنية.
– لم أحدد تفكيري بمجال تخصصي، بل أطلقت العنان لفكري بلا حدود أو قيود.
– سمحت بتشغيل كل خلاياي العقلية، الجزء الأيمن، والجزء الأيسر، والأجزاء التي بينهما.
– ألزمت نفسي بأن أضع فكرتي مكتوبة من دون أن أكتفي بكونها تفكيراً مجرداً.
– لم أسمح لنفسي بالتحدث في الموضوع مع أحد إلا بعد تمامه بالكامل.
– لم أسمح لنفسي بأن تشغلني هذه الرياضة الذهنية عن القيام بمهامي الحياتية الطبيعية، من صلاة أو صلة رحم أو واجبات عمل أو التزام مسبق، ولذا خيرت نفسي بأن أقوم بالمهمة في أي يوم، أو في يوم من أيام العطلة الأسبوعية، لكونه أقل الأيام التزاماً بمهمات حياتية.
وقد انطلقت مع بداية الدقيقة الأولى للساعات الاثنتي عشرة، وإليكم ما تفتق به ذهني من فكرة استقراء المستقبل.
إن البحث عن بدائل لحياة البشر مسألة قابلة للوصول إلى حقائق مذهلة، بل هي مسألة أكثر صعوبة، حينما تحاول محاكاة الحياة على الأرض بإيجاد أسباب الحياة في كوكب آخر، فهل تهيأت ظروف الحياة على القمر مثلاً أو في المريخ مثل ممكنة لو أردنا أن نختبرها، وإليكم الفكرة باختصار لو كان ممكن علمياً أرسال مكوك أو مركبة فضائية صغيرة محملة بخمسة أجهزة، أحدها يبث الأوكسجين في مساحة قطرها 5 كيلومترات مربعة، ويعمل ذاتياً لمدة سنة، ويمكن أن يتم تعبئة بطاريته بالطاقة الشمسية، مما يعني إمكانية استمراره في أداء عمله لانتهاء صلاحيته، وهي 15 عاماً. والجهاز الثاني يولد ماء وفيه جهاز لتوليد الماء لنفس فترة الجهاز الأول.
أما الثالث فهو يعمل على تدفئة المنطقة بدرجة حرارة محددة (25 مئوية)، في حدود نفس المساحة التي يغطي قطرها الجهاز الأول، ومن ثم الحفاظ على درجة الحرارة في هذه المساحة بتلك الدرجة المعتدلة لمعيشة الإنسان، والجهاز الرابع يحتوي نظام حفظ معدات وأدوية الإسعاف الأولي، والخامس يؤمن الضوء أو الظلام اللازم لدورة حياة الإنسان، ويمكن أن يكون كل نوع من الأجهزة الخمسة متكررا، حسب العدد الذي يلزم لتغطية هذه المساحة، ولنقل 10 من كل نوع من الأجهزة الخمسة لتغطية المساحة المذكورة، فهل نتصوّر معاً أن يتم بعد ذلك إرسال قطة أو أي حيوان آخر، إن لم يكن إنساناً لتجربة عيشه في محيط الـ5 كيلومترات مربعة المهيأة. نظرياً هذا ممكن، وربما واقعي، إذاً التفكير الإبداعي بلا قيود مهم لتحريك عقولنا لمسائل مستقبلية ممكنة، وهذا هو المطلوب، وسيتم في تصوري إقامة دولة في المريخ أو القمر، وفقاً لهذا النموذج، سكانها مئة شخص، بل وينصبوا عليهم أول ملك يحكم المريخ.. الإبداع يوصلنا الى كل ما هو ممكن.