لم يبادر حتى الآن مجلس الوزراء بتعيين متحدث رسمي نيابةً عن الحكومة ليخاطب الشعب مباشرة ويشرح الوضع الإقتصادي للكويت ، وقدرة الحكومة وخطتها في مواجهة هذه المشكلة ، وخطواتها في حال إستمرار سعر البترول على وضعه الحالي ( 19 $ ) للبرميل !
“السكين وصل العظم” و “دولة الرفاه إنتهت” تصريحات غير موفقة وتم الإعتذار عنها لاحقاً ، بسبب جهل أو عدم معرفة بخطورة هذا الكلام ولأن دور الحكومة ليس توجيه النصائح أو تبرير الخوف ، ولكن دورها الرئيسي هو إيجاد الحلول لتجاوز الأزمات والإبتعاد عن التصريحات الصبيانية ، وهل نحن في دولة دستور ، يحترم فيه المواطن ، وتعرف الحكومة حدودها وصلاحياتها وواجباتها إتجاه الشعب ؟ أم في دولة ” طاش ما طاش” كل يدلي بدلوه !
نحن في الكويت لا نعي مدى خطورة الوضع الأقليمي من حولنا ، هناك تحركات مكوكيه تحصل حالياً ، إبتداءً من واشنطن ، الرياض ، أنقرة .. وطهران ، ما لا ندركه نحن في الخليج أن المصالح هي التي تتحكم وترسم خطوط السياسة ، الولايات المتحدة إختارت الحوار مع إيران ولا تريد أن تخوض حرباً مع دولة تصنع معظم أسلحتها ” وكيري” يطمأن الخليج لتبديد مخاوفها ويخدعنا بكلامه المعسول عن العلاقة الصلبة والصداقة القوية معنا ، ونحن في قلق وهلع من هذا الكلام ومن هذا التقارب “الأمريكي الإيراني” !
الأمريكان ونحن “دول الخليج” لن نخوض أي حرب غبيه في الوقت الحالي ، فالخزائن باتت “فارغة” بعد تراجع الأسعار ، ولجأنا جميعاً “دول الخليج” بلا إستثناء إلى التقشف ورفع الدعومات عن المواطنين ، وفوق هذا وذاك فقد ظهرت قوة جديدة في الشرق الأوسط ، وأمريكا لم تعد بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط ، هذا واقع سيفرض علينا ، ولا يجب أن نسمع التصريحات الصبيانية لكي نضع رؤوسنا في الرمال مثل النعامة !
في تقديري أن هذه التصريحات “الدايت” لم تبدد الحقيقة التي نعرفها ولم تغير قناعاتنا بهذه الحكومة ، إنها دعوة أو “نصيحة” لحكومتنا الرشيدة بفتح الحوار المباشر مع الشعب لتجاوز هذه المرحلة ، أو لتقليل حجم البركان القادم .. والخسائر !
إن تكرمتوا عودوا إلى الشعب .. وتشاوروا ، وتمسكوا بالشورى وتصالحوا ، حينها سيكون الجميع معكم ، واتركوا تلك التصريحات !
والله المستعان …