الصحافة القديمة أخبرتنا أنه إذا تصادفَ حدث مهم مع حدث أهم منه، سقط الحدث المهم من الذاكرة والاهتمام، وتلاشى في الزحام.
تقول الصحافة القديمة إن الشاعر الجميل حامد الأطمس توفي في ذات اليوم الذي توفيت فيه أم كلثوم، فلم يسمع أحد بوفاته، وصار نسياً منسياً، رغم جمال شعره وخياله وإبداعه. ومات الجميل عبدالمعطي المسيري في يوم وفاة جمال عبدالناصر، فلم يبكِ على المسيري أحد، ولم تتطرق الصحافة إلى موته، حتى بربع سطر، في خضم الهياج والصياح والنواح والصراخ الذي ملأ فضاء مصر والعالم العربي والدولي بسبب وفاة عبدالناصر. ومات المنفلوطي في اليوم الذي نُفي فيه سعد زغلول، فلم يعرف الناس بموته إلا بعد حين، وهو المنفلوطي! تخيلوا.
الأمر ذاته يتكرر في أوساط بعض شبان الخليج وشاباته، فخبر انخفاض أسعار النفط، وما يجب أن تفعل الشعوب الخليجية، لا يستحق أن يُناقَش، أو يجلب الأنظار والأحاديث بعيداً عن “هوشة أحلام ونوال”، وماذا تقصد أحلام عندما قالت: “لو انتبهت لصبغت (جبسي) باللون الأزرق”، ويا للهول.
فعلاً… شنو يعني يهبط سعر النفط من السطح، فينفلق رأسه، المهم هو ما قالته أحلام رداً على نوال. وشنو يعني سيطرة الحشد الشعبي الشيعي على المدن العراقية القريبة من الحدود الكويتية، المهم هو لماذا ضحكت نوال على من تهكم بأحلام. وشنو يعني حملة جمع البطاطين والأموال للأطفال السوريين وأسرهم، في مضايا وغيرها، في مقابل تسجيل “اللايكات” والتأييد لأحلام أو لنوال. ثم من قال لهؤلاء الأطفال تجمدوا وجوعوا في وقت “هوشة أحلام ونوال”؟ عذراً، مشغولون نحن الآن، فانتظرونا لاحقاً.