بعد رفع العقوبات عن إيران (يبدو أنها فرحة ما تمت، بعد الحديث عن استمرار العقوبات بسبب الصواريخ الباليستية)، أستطيع أن أقول للشبان الإيرانيين، بملء حبر قلمي: مبروك أيها الجيران الأكارم، كانت دولتكم منشغلة فقط بلبنان وسورية والبحرين واليمن والعراق والكويت ومصر وبعض الدول العربية، والآن يبدو أنكم، بعد إعادة أرصدتكم المجمدة، ستنشغلون بدول أميركا اللاتينية، وإقليم حوض الأمازون، فالميزانية تكفي لذلك وتفيض.
ونصيحتي، في حال أرسلتكم قوات الباسيج إلى هناك، أن تختاروا بوليفيا، فالشعب البوليفي شعب سمح إلى أقصى درجات السماحة، ولديه مساحة كبيرة من الحرية الجسدية والملابسية. الشعب البوليفي بالذات “فالّها ع الآخر”، إلى درجة أن البرازيليين يفاخرون بطبيعتهم المحافظة بالمقارنة بالبوليفيين! أي والله، تخيلوا.
صحيح أنني لم أزر بوليفيا، لكنني زرت البرازيل، وبالتحديد “ريو دي جانيرو” و”ساو باولو”، وفيها رأيت ما لو رآه أحد المتشددين هنا لأصابه انقباض في الرقبة ورجفة في المعدة، ثم يقول هؤلاء البرازيليون: نحن لسنا كالبوليفيين، نحن شعب محافظ! فلكم أن تتخيلوا أيها الإيرانيون.
خذوها نصيحة من جار، بعد أن عادت ملياراتكم الغائبة، والتي ستخصصها دولتكم لشق صفوف الشعوب في العالم، ولن تبني فيها مستشفى، ولن تعبّد بها شارعاً، ولن توفر علاجاً… خذوها مني: ما لكم وما لليمن، والجوع في اليمن، والذباب المتجمع في مستشفيات اليمن، ووو…، اذهبوا إلى بوليفيا، وعيشوا حياتكم هناك، واستمتعوا بالعمل المخابراتي هناك.
***
الزميل العزيز محمد الرويحل، كتب رداً على مقالتي المعنونة “المعارضة زمان والمعارضة اليوم”، وكنت أود أن أرد على رده، وكتبت النقاط، فوجدتها لا تختلف كثيراً عما كتبته في مقالتي السابقة، لذا سأطلب منه، مشكوراً، قراءة مقالتي السابقة مرة أخرى.