تزخر الكويت بكم من المبدعين في الدبلوماسية والقضاء والشعر والموسيقى، والرواية والإخراج السينمائي، والمساعدات الإنسانية، وإدارة الأعمال والتمثيل، والطب والأمن، والرياضة وغيرها من الإبداعات، وأعدادهم حقيقة تزيد على حجم الكويت الجغرافي بكثير، وكان من الممكن أن يتزايد أعداد هؤلاء بشكل كبير لولا الهجمة الأصولية التي غزتنا بفكرها، فتخلف بسببها كل شيء!
كلنا، ومعنا هؤلاء المبدعون، ندين لواحد أو أكثر من هؤلاء المميزين بفضل ما، في جعل حياتنا أجمل وأكثر ثراء وصحتنا الجسدية والذهنية أفضل، وحياتنا أكثر أمناً، وصباحنا أروع طلة وأكثر إشراقاً.
ومع الاحترام لكل مبدعي وفناني الكويت، الأحياء، ولسيرة الأموات منهم، فإن الشخصية التي يجمع أغلبية الكويتيين، وقسم كبير من الخليجيين والعرب، على تأثرهم بها، بدرجة أو بأخرى، على مدى نصف القرن الماضي، هي شخصية الممثل الكبير عبدالحسين عبدالرضا!
نعم، نحن بحاجة إلى من يحفظ أمن وطننا، ولمن يعالجنا إن مرضنا، ولمن يسمعنا مقطوعة موسيقية إن سئمنا، ولمن يكتب لنا رواية جميلة، ليبعدنا عن مشاغلنا، ولمن ينتج فيلماً رائعاً يسلينا أو يوثق تاريخنا، ولكننا بحاجة أكثر إلى من يرسم الابتسامة على وجوهنا ويدخل الفرحة الى قلوبنا، ويدفع دموع الضحك لتتدفق من عيوننا، فتفرغ نفوسنا مما فيها من هموم وسموم، وليس هناك من هو أفضل من الممثل الكوميدي للقيام بذلك، ويأتي على رأس هؤلاء المبدع الكبير، الذي لا يزال في قمة عطائه، الفنان عبدالحسين عبدالرضا.
ومساء اليوم، الاثنين، ستحتفل الكويت، وفي سابقة جميلة، وتحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، وضمن احتفالات مهرجان القرين الثقافي، بإطلاق اسم الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا على مسرح السالمية، تقديراً لتاريخه ودوره الفني الكبير، ولمساهماته في جعل الكويت أكثر تحضراً، وشعبها أكثر سعادة، وفخراً به.
وهنا، نتمنى على الحكومة أن تستمر في إطلاق أسماء كبار المبدعين على مرافق الدولة الأخرى، وتخلصنا من عشوائية التسميات، وأن تقوم بتكريم المبدعين وهم أحياء، ليسروا بالتكريم ويسعدوا به، ونسعد به معهم، وألا ننسى، في خضم كل ذلك، تخليد ذكرى المرحومين خالد النفيسي وعبدالأمير التركي، إضافة إلى شيخ الفنانين سعد الفرج والفنانتين الكبيرتين سعاد العبدالله وغنيمة الفهد، وغيرهم ممن لا يتسع المجال هنا لذكر أسمائهم جميعاً.
ختاماً، نتمنى لفناننا الكبير عبدالحسين عمراً مديداً، وعطاء مستمراً، ونهنئه من القلب بهذا التشريف المستحق، ونهنئ أنفسنا بوجوده بيننا وبانتمائه لهذا الوطن الصغير والجميل.