بدأت تطل علينا أحداث جديدة في منطقة الخليج أبرزها يكمن في قطع السعودية علاقاتها مع إيران على خلفية التعدي على سفارتها في طهران!
ولحقت تلك الأحداث مواقف استنكار متعددة منها خليجية وعربية وأممية الأمر الذي يضع إيران في موقف ضعيف ومنعزل ومتراجع في علاقاتها الدولية أمام دول العالم التي منها من يرى أن إيران غير قادرة على حماية علاقاتها الديبلوماسية، وطبعا هذا الأمر مرفوض وفق المواثيق والمعاهدات الدولية، وكان الرد السعودي على هذا الحدث حازما ويتناسب مع حجم التعدي حسب ما تراه سياسة المملكة.
مع كل تلك الأحداث.. كيف علينا أن نقرأ الساحة وهل سيستمر التصعيد في منطقة الخليج؟
سأكون واقعيا خاصة أنني لست من دعاة الثرثرة الفارغة والأصوات المنافقة التي نسمعها من البعض هنا وهناك لمجرد الشو وكسب بطولات وهمية ومنها انتخابية، للأسف تجد البعض يدفع نحو التصعيد وكأنهم ينتظرون طبول الحرب تدق ليعلنوا انتصارهم السريع، ومنهم من يعتقد ان الحرب مجرد لعبة « بلاي ستيشن » مدتها دقائق وتنتهي من دون دمار وفقر وأمراض وضحايا!
هنا.. لا بد أن نفهم أن مصير دول الخليج واحد لا يتجزأ والخطر إن وقع فمن الطبيعي سيلحق بالكل، وهنا يأتي دور الحكمة وهي مطلوبة في هذه المرحلة الصعبة، وأكدها ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من خلال تصريح ينم عن عقلانية ومنطق في الطرح والذي قال: إن المملكة لن تسمح باندلاع حرب بينها وبين إيران بعد التصعيد الأخير لان الحرب هي بداية كارثة كبرى للمنطقة.
وأعتقد أن هذا التصريح كان أنسب رد يحاكي الواقع على من يسعى لجر المنطقة لكارثة يراها الجهلة هي افضل وقت لجني مكاسب سياسية، غير مبالين بحالة الفوضى والدمار الحاصل في سورية والعراق واليمن وليبيا مع وجود جرائم «داعش»، وعجز في الميزانيات بسبب انخفاض أسعار النفط إلى أدنى المستويات، ناهيك عن تدخلات الدول العظمى وحلفائهم من باب المصالح وجني المكاسب كل هذه الأمور لا بد أن تكون لنا مرجعا حقيقيا وواقعيا بنفس الوقت حتى نستطيع التعامل مع الوضع العام بشكل جيد يبعدنا عن ويلات الحروب.
إن باب المسؤولية الوطنية اليوم يكمن في أهمية إدراك خطورة المرحلة، ولو من باب الفرضية نتفق أن دول الخليج مستهدفة، وهذا ما شعرنا به في الآونة الأخيرة لوجود توجه خبيث في تغيير وتقسيم المنطقة.
فمن هذا المنطلق لا بد أن نضع عدة احتمالات أهمها أن هناك قوى ماسونية تسعى لجر الخليج إلى فوضى طائفية وتغيير أحوال دوله الاقتصادية الى أسوأ الظروف وقد تصل إلى نشر حالة الفقر بين أهلها من أجل تسهيل النجاح لمخططات مقبلة تم رسمها بريشة خبيثة، وهذا الأمر يتطلب منا الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء رغبات طائفية مريضة، والحكمة مطلوبة باتباع سياسة البلد وتأييده حتى لا نبلع الطعم ونصبح ضحايا مخططات شيطانية.