منذ قيام ثورة العمائم في إيران والمنطقة تعُجُّ بالأزمات وإثارة البلابل والتدخل في شئونها من قبل النظام الإيراني ، ولم تسلم دولة خليجية واحدة ولا دولة عربية أو إقليمية من شر هذا الكيان الذي أعلن ثورته وسعى لنشر مذهبه في العديد من الدول الإقليمية رافعاً شعر ولاية الفقيه ظناً منه بأن شعوب تلك الدول ستستجيب لهرطقاتها وما تدعيه من سماحة فلسفة مذهبها وولاية سفيهها !!
ولا شك بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة عانت كثيراً وعلى مدى الـ 36 الماضية من عربدة وشيطنة النظام الإيراني وتدخله السافر في شئونها وإثارتها للطائفية في أوساط المواطنين السعوديين الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة وشحنهم للقيام بأعمال مشينة تجاه بلدهم وجعلهم أداة يحركونها متى ما شاؤوا عبر إثارتهم للنعرات الطائفية وحثهم على التخريب وتعكير صفو الأمن في مناطقهم !!
والسعودية في حقيقة الأمر اتبعت طوال تلك السنين أسلوب ضبط النفس ومحاولة معالجة الأمور لقناعتها بأن هذه الفئة التي تعتبر جزءاً من النسيج السعودي غُرّر بها من قبل هذا النظام الذي استخدمهم كأداة لتمرير مشروعه وأهدافه في المنطقة ، وبالرغم من ذلك لم تتخذ السلطات السعودية ضد تلك الفئة المغرر بها أي إجراء أو أي أسلوب رادع كما يدّعي نظام طهران الذي يسعى بين الفينة والأخرى إلى زرع الفتنة والشحناء بين أفراد المجتمع السعودي ، ولكن مع استمرار شحن إيران لأتباعها المغرر بهم وعدم قبولهم لأي مناصحة ولا حوار يضمن استتباب الأمن في تلك المناطق الآمنة جنحت هذه الفئة الضالة للعنف وإثارة القلاقل كما هي توجيهات سادتهم في طهران !!
ولعل المتابع للانتهاكات الإيرانية طوال السنوات الماضية سواء في مواسم الحج أو في أي مناسبة أخرى يتيقن بأن هذا النظام لا يكف أذاه عن بلاد الحرمين ولا عن أي بلد خليجي ولا عربي ومسلم حتى يصل إلى مبتغاه للهيمنة على مقدرات تلك الدول واتباع أسلوب الصهاينة في دس السم في العسل واستغلال أي ضعف أو أزمات تحدث فيها لتبدأ معها إثارة الفتن ومحاولة نشر مذهبها واعتناق أكبر عدد من المُضَلَلين حتى يتحقق هدفهم المنشود في إقامة دولتهم الصفوية !!
الصفعة القوية التي وجهتها السعودية للنظام الإيراني بقطع علاقاتها معهم وما يتبعها من إجراءات ستكون عواقبها وخيمة على نظام طهران التي لم يدر في خلدها هذا الأمر ولم يكن في الحسبان ظناً منها بأن إرهابها الذي وصل إلى أقصى مداه في سوريا والعراق واليمن والبحرين سيُرهبها ويُرهب دول المنطقة وعلى رأسها السعودية في اتخاذ مثل هذا القرار الذي في اعتقادي أنه جاء في وقته المناسب لاسيما وأن إيران تعاني من أزمة اقتصادية خانقة فاقمها تدخلها في الحرب في سوريا والعراق أدى بدوره إلى استنزاف اقتصادها الذي هو في الأصل يعاني كثيراً من تداعيات الحظر الدولي عليه منذ سنوات .
ولعل اكتمال عقد قطع العلاقات مع هذا النظام وخصوصاً من دول الخليج سيكون بمثابة قاصمة الظهر لاقتصاد إيران الذي يُعوّل كثيراً على التبادل التجاري معها ، ونحن نأمل بأن يتحقق ذلك في القريب العاجل .
فاصلة أخيرة
آخر نكته سمعتها في خضم هذه الورطة التي صنعتها إيران لنفسها بأن روسيا لديها رغبة في رأب الصدع بين السعودية ونظام طهران !!
فعلاً إن لم تستحٍ فاصنع ما شئت !!