لا يمكن لإيران، أن تنزع ثوبها الحقيقي مهما تزيّنت بثوب آخر، ولا أن تغيّر وجهها، حتى وإن بدلت وجهاً تلو الآخر، فحقيقتها تبقى أنها دولة تسعى الى تأجيج كل النزعات الطائفية بأشكال وطرق متعددة.
فمنذ أن ادعت على غير الحقيقة أنها ثورة المستضعفين ونصرة المظلومين، وهي تسعى وترتب لتصدير الثورة لدول المنطقة، وأخذت تسعر حربا طائفية، تهدف الى تحريض بعض الشيعة من مواطني دول المنطقة ضد بقية المواطنين من السنة وضد الحكومات، لعلها تجد لها من خلالهم مدخلا أو موضع قدم في هذه الدول، تحقيقا لفكر تصدير الثورة التوسّعي الذي يهدف الى إسقاط دول الخليج في قبضة ثورتها البائسة، ذات التوجه الطائفي «التصفوي» والقاصد للقضاء على السُّنة بكل وسائلها.
فقد سعت وبواقع وشواهد وأدلة حاضرة للسيطرة على اليمن، بل ولإثارة القلاقل في الكويت والسعودية والبحرين، بتواصل وتحريض لبعض الشخصيات الشيعية المتطرفة أو المغرر بها، التي لم تتوان في تنفيذ مخططاتها، فقد عانينا في الكويت من انفجارات في المقاهي الشعبية، ثم بتفجير موكب الأمير الراحل جابر الأحمد ــ رحمه الله تعالى ــ في منتصف الثمانينات، وبين كل فترة وأخرى تبرز مظاهر تحريضها بأعمال تخريبية وأخرى استخباراتية وثالثة توتيرية، من خلال التحريض والتدخل، فظهر لدينا بعض مشايخ للشيعة الإيرانيين، ممن لم يتوان من ارتكاب جرائم ضد المجتمع وضد السنة؟! ونتذكر جميعا الهارب من السجن والعدالة المدعو ياسر الحبيب، وهناك من يقتات نهارا جهارا على التحريض الطائفي من بعض المحامين وبعض أعضاء مجلس الأمة، وقد تجسّدت مؤخرا تدخلاتها عبر خلية العبدلي الإرهابية، ما يعني حسم الأمر مع إيران الإرهاب حالاً ولازماً.
وأما دورها في السعودية فإنه لا يخفى من محاولاتها المتكررة بتحريض الحجاج والمعتمرين الإيرانيين على إثارة الشعب، والتظاهر في السعودية مستغلين مناسبات مقدسة استغلالا بغيضا، ولم تتوقف عن تحريض بعض شيعة الجنوب، وعلى رأسهم المشايخ المتطرفون من إثارة مظاهر البغضاء والتحريض البشع ضد السنة، وهو ما بلغ أبشع صوره في خطب وتسجيلات نمر النمر الذي أُدين بسبب أعماله تلك، التي بلغت مجاهرته لسب أم المؤمنين عائشة (عليها السلام)، والتشنيع بأبي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم)، وهم المبشّرون بالجنة من الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقد نفّذت السعودية عقوبة إدانته، وجاء رد الفعل الإيراني ليكشف أنها تدافع عمن حرضتهم وجيّشتهم، وهو ما جعل موقف السعودية الصارم يضع حدا للصلف، حينما قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، فهل نسينا أن إيران تُصفي السُّنة داخل إيران وتذيقهم ويلات التصفية الطائفية؟! بل لقد أذاقت عرب وسنة الأحواز الأمرين، وهي أعدمت إعداما جماعيا 290 سنياً بدم بارد، وهو منظر متكرر بكل أسف، فلا يغيب عنا كل ذلك!
وقد تداركت دول الخليج بقيادة السعودية مخططها في اليمن، من خلال الحوثيين، وقد تم إجهاض هذا المخطط الشرير.
وقد أحسنت الكويت؛ إذ سارعت لتعزيز مشاركتها في تحالفها مع دول الخليج في اليمن، وكذلك موقفها الذي أدان حرق الإيرانيين للسفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، وقرار سحب سفيرها حتى تضع حدا للعبث الإيراني، وهو ما يتطلب إدانة أي موقف متخاذل من أي كويتي أو داعم لإيران، ولينعكس ذلك بإجراء صارم ضد كل من يقوم بذلك، فأمن الكويت والخليج لا يجوز التفريط فيه.