لو كنت سياسياً، أو مستشاراً سياسياً، لتحالفت، أو نصحت بالتحالف مع الشاب الوسيم بتاع كوريا الشمالية، وأجزم بأصابعي العشر أن أحداً لن يجرؤ على العطس في وجهي، وأجزم بالعشرين أن يدخل الوفد الإيراني إلى مؤتمرات السلام، حاملاً كفنه وغصن الزيتون.
الشاب الكوري الوسيم، حفظه الله، لا يعرف المزاح، وهو على استعداد لكسر المزهرية وزجاج الصالة وتفجير البرج من أجل قتل ذبابة أزعجته. وبمجرد أن تعلن دول الخليج تحالفها معه، سيصاب الإيرانيون بالصلع المبكر، ورعشة في الكتف اليسرى، وسيرسلون إلينا فرقة “باليه” بدلاً من الشبكات التجسسية.
سيبك من أميركا وحلف الناتو والباتو، فهؤلاء على استعداد للنقاش على أطلال مدينتك لعقود وقرون. خذها من آخرها وتحالف مع الشاب الحاسم، واطوِ الدفاتر، وارفع الشماسي، واستمتع بإجازتك في الباهاما، بالهناء والشفاء، ودع كل الحمل عليه… ستعود بعد إجازتك، لتجد أن خريطة المنطقة قد تغيرت، وستتمتم وأنت تحك جبهتك: كانت هنا دولة. لكن إياك أن تغضبه، حفظه الله، فيتمتم الآخرون وهم على أطلال مدينتك: كانت هنا مدينة.
وإذا كان المصريون، في زمن صلاح الدين الأيوبي، يتندرون على أحكام قاراقوش (معنى اسمه بالعربية طائر العقاب)، فإن أحداً من المنصفين لم يُنكر ماذا فعل هذا الحاكم من أجل نهضة مصر، ومن أجل نهضة عكا أيضاً، رغم “اللسعة” التي يتهمونه بها، إن صدقت اتهاماتهم ورواياتهم.
وأمس احتفل فخامة العقاب الكوري الشمالي بصناعة القنبلة الهيدروجينية، اللهم لطفك وعطفك، وقد يستخدمها لتأديب مدير صيانة الشوارع في بلده، أو لطرد الجراد من مزارع الطماطم الكورية، فالجراد مزعج، والطماطم ضرورية، والعتبة قزاز، والسلم نايلو في نايلو.
وأنور السادات كان يقول، أو يقال إنه كان يقول: “عاوز لي واد كيسينجر”، يقصد مستشاراً بمستوى هنري كيسينجر، يناقشه في تحالفاته، ويستشيره في كيفية تعامله مع القوى العظمى، والملفات الكبرى. ولو كان كيسينجر خليجياً ما اعترض على اقتراحي هذا، القائم ببساطة على فكرة محددة وواضحة: بما أن عدد سكانك لا يقارن بعدد أعدائك، وبما أن بلادك مثار أطماع الآخرين، إذاً وفّر أسلحتك، وأموالها الباهظة، واصرفها لقاراقوش كوريا، واستمتع بأغاني ماجد المهندس، أو خالد عياد في أغنية “تصدق والا أحلف لك”.