رغم إيماني التام والراسخ بأن نعم الله علينا لا تعدّ ولا تُحصى، لكنني حاولت في أحد الأيام عدّها وقد بدأت بنعم الله عليّ شخصيا من خلال مقارنة تلك النعم بيني وبين سكان شارعنا الصغير أو كما يسمي في اللهجة العامية الكويتية «فريجنا».
وفي نهاية اكتمال الدورة الكاملة في الشارع وقفت أمام بيتنا وسجدت شكرا لله على ما أنعم به علي شخصيا وحلفت بيني وبين نفسي ألا أحاول أن أعدّ تلك النعم مرة أخرى خوفا من غضب الله بتكرار تلك المحاولة.
ولكنني كررت تلك المقارنة ليس لعدّ نعم الله علينا ككويتيين، ولكن لمقارنة الكويت مع بلدان العالم الأخرى وبدأت بمقارنة بلدي مع ألمانيا تحديدا لأنها أعظم بلد صناعي في أوروبا ورياضي ومناخ يقال انه أكثر من رائع.
لم أتمنّ يوما السفر إلى أوروبا وكنت على يقين بأنني لن أدخلها إلا من أجل العلاج، فمن طبعي لا أحب السفر، وشاءت الأقدار أن يحدث ما أتخوف منه، وها أنا الآن أكتب عن ألمانيا التي ذهبت إليها للعلاج على حساب دولتي الحبيبة.
لا تستغرب حين تجد المشردين نائمين أمام أبواب المحلات وهم يتلحفون كراتين الغسالات ولا تستغرب حين تشاهد ابشع مناظر الانحلال الأخلاقي الذي يجبرك على أن تشيح بوجهك عنهم.
لا تستغرب حين تشاهد احدهم «يتطوطح» من تأثير ما تناوله وعليك أن تنتبه منه حتى لا يفرغ ما في معدته عليك، لا تستغرب حين تشاهدهم يفتشون عن العلب البلاستيكية لبيعها ولا تستغرب أي شيء تشاهده لديهم.
لقد حمدت الله على نعمه التي خصّ بها الكويت دون سواها من بلدان العالم، وأقسم بالواحد القهار العزيز الغفار أنه ليس بعد نعم الله علينا في بلدنا إلا الجنة وتذكروا قول الله عز وجل «لئن شكرتم لأزيدنكم»، فاحمدوا الله على نعمه علينا.
أدام الله نعمه على الكويت وأهلها، ولا دام من يكفر بنعم الله علينا ويتمنى زوالها.