جالس في مكاني مرتاح واشرب قهوتي من ماء الحكومه ، وتموين الحكومه مع ذلك استميح سعادتكم عذراً ان اتطفل وأبدي رأيي ، قال مستشاركم “ارنست اند يونغ” عبر تقرير بخصوص اعادة النظر في هيكلة الدعوم ، وكان سمو رئيس الوزراء في جلسة افتتاح المجلس صريحاً منذ البداية ، ففي جلسة افتتاح المجلس الحالي عام ٢٠١٢ ، اعلن ان دولة الرفاهية لن تدوم ، قبل ان تتراجع الحكومه سريعاً عن هذه التصريحات ، الا انه هبوط اسعار النفط وتقرير “ارنست اند يونغ” الاخير وتسريبه المتعمد للصحف ، بهدف جس نبض الشارع والراي العام كخطوه اولى ، ثم الخطوه الثانيه اقناع الرأي العام بضرورة هذه الاجراءات التي يذهب ضحيتها متوسطي الدخل بشكل مباشر ، والمعذره مجدداً لتطفلي.
بما أنكم بصدد مرحلة اقناع الرأي العام ، وانا احد هوامش الرأي العام ، سأكتب رأيي الذي لا يمثل احد ، بل يمثل العدم بنسبه لسعادتكم ، فقط انا وشريحتي الشباب ، ونحن لانمثل شيء في هذا الوطن سوا ٦٠٪ من عدد السكان ، وصل سعر برمليكم في ٢٠١١ الى ١١٤ دولار قبل خمس سنوات من الان ، لست خبيرا اقتصاديين ، ولكني اعلم انه هناك ما يدعى بالخطه الخمسيه ، اي بعد خمس سنوات يُجنى ثمارها ، او يتم الانتهاء منها خلال هذه الفتره ، لا انا ولا احد من شريحتي المعدومه شهد شياءً يذكر من هذه الفوائض ، لا وبل كنا نشاهد مساهمتكم الملياريه للدول العالم من شرق اسيا الى امريكا الاتينية وكنا دائماً نُفضل الصمت على الرغم من مشاكلنا الاسكانية والتنموية وحتى الرياضية ، وتراجعنا على جميع الاصعده مقارنةً مع دول الجوار ، جاء اليوم الذي انخفض فيه برمليكم ، نعم هو برمليكم لأننا لم نشعر يوماً بأنه ثروتنا على الاقل منذ ولادتي ، على غرار “ماي الحكومه” وهو ماقاله وزيركم. بدأت انظاركم تتجه نحو دخولنا لتغطية فشلكم في السنوات التي مضت وكأننا نحن المسؤولين عنه ، وبما أننا في مرحلة جس النبض أقول لكم انه السلبيه التي استمر عليها الشعب في السكوت عن فشلكم ، وسكوتكم عن الفساد وعن سراق المال العام ، لن تستمر فالمسألة اخذت منحنى آخر ، اخيراً بأسمي وأسم العدم وهي “شريحتي” ، اقول لكم “من لايدعوني لأفراحه لن اواسيه في احزانه” ، انهيت قهوتي التي من مائكم وانتهى معها تطفلي.